رزاق شاب معروف بحسه المرهف و ميولاته الفنيه: كان يهوى الرسم منذ نعومة أظفاره و سلك في هذا الدرب ملتحقاً بكلية الفنون الجميلة ليسير في طريق تحقيق الحلم.
وهو يتمشى بالقرب من السوق الشعبي دار الحوار التالي مع حمزة
حمزة: الله يساعدهم؛ شلونهم الفنانين؛ يابا هاي شنو شايل و ياك؟
رزاق: والله هذي العدة مالتي؛ بديت أحاول أتبع أسلوب بيكاسو.
حمزة: "موفق ان شاء الله".
و مشى رزاق في دربه و لكن كلماته لم تمر مرور الكرام
حمدية (أم الخضرة) إمرأة بسيطة عقبت على كلماته بالتالي: "هسه هو رزاق طول عمره خوش ولد, متكلولي شنو مشاه بدرب بيت أبو كاسو , هذولي ناس طائفيين؛ أصلاً عندهم بنية رادها واحد سني, كالوا نذبحها و لا تتزوج سني مكطم".
هنا أطلق عثمان (أبو اﻠﭽمبر) ضحكة عالية معلقاً: "باع حمدية عبالها بيكاسو شيعي ههههههه"
كلمات عثمان كان لها أثر بالغ في نفس أبو عمار المتعصب بطبعه فرد بنوع من الثقة الممزوجة بالغضب:" وليش هو بيكاسو فد نمونة؟ أصلاً بيكاسو كان يتمنى يرسم صور الأئمة و سيف ذو الفقار, بس المرجعية ما قبلت, كالوا صور الأئمة ما يرسمها واحد كافر, لأن الي يرسم هيج شي هذا كبل للجنة , أي طبعاً هذوله أهل البيت, صورة واحدهم بيها عشرين حجة و عمرة"
أرتسم الغضب على وجه عثمان ذو اللحية الكثة الذي أكتفى بالسكوت, و لكن ظل يفكر و يفكر و يفكر
" هي الصور حرام, و هذا رزاق فد واحد رافضي كافر, و فوكاها انا ما فد يوم شفته يصلي
لم تمر سوى أيام قلائل و إذا بجرس باب بيت رزاق يرن في ساعة مبكرة من الصباح , المسكينة أم رزاق تفتح الباب لتجد مظروفاً صغيراً يحتوي طلقة رشاشة مع البيان التالي
" بسم الله الرحمن الرحيم....
لقد تبين لنا أن الرافضي رزاق يبذل جهده لنشر الرذيلة و الفساد, و انه مازال يمارس الرسم الذي حرم الله, مقلداً الكفرة و متجاهلاً الشريعة السمحاء, ولهذا فأننا نوجه له إنذاراً أخيراً بالرحيل عن هذه المنطقة ليأخذ مفاسده بعيداً عن أهلها و إلا فسيكون القصاص.
و قد أعذر من أنذر
والله ولي التوفيق
جيش المجاهدين"
المرأة المذهولة و أبنها المسكين لم يعرفا كيف يتعاملان مع الكارثة : "وين نولي, إحنا كل أحد ما عدنا بس الله و هالبيت الي تركه أبو رزاق قبل ما يتوفى" كانت هذه هي كلماتها و هي تشكو لجارتها ما حل بها و خوفها على وحيدها المهدد.
إنتشر الخبر في المنطقة و شعر الجميع بالحزن و الغضب لما يجري لرزاق ذو السمعة الطيبة.
بعد يومين سمعت أم رزاق طرقات على بابها , فتحت الباب لتجد مجموعة من الشباب المتشحين بالسواد و مدججين بالسلاح
"الله يساعدج خالتي, أحنا ولدج من جيش المهدي, سمعنا أكو أحد مضايقكم , و الله نكلبها على روسهم, و يلاكونه لو بيهم زود " باشر الشباب بالقفز وهم يهتفون " يلاكونه لو بيهم زود"
دخل آمر السرية الى البيت و تحدث الى رزاق مطمئناً أياه و مؤكداً وضع مفرزة قرب البيت " و ابن ابوه الي يدنالك, و أريد ناصبي يتعرضلك , والله كلها لأن أنت شيعي و موالي لأهل البيت".
رزاق الذي تنفس الصعداء لم يهنأ طويلاً, إذ لم يكن يعلم أن هنالك ما ينتظره في حياة يملؤها الرعب و الخوف.
مكتب السيد الشهيد بدأ يطلب من رزاق رسم صور لسماحة الصدر الأولى و الصدر الثاني و ولده مقتدى ...مقتدى ..مقتدى
و أن يخط عليها عبارات "لاوة أمريكا أبنك يالصدر"... و حسب طلبات أعضاء جيش الأمام الحجة (عج) " أرسملنا صورة السيد مقتدى على طريقة بيكاسو حتى يشوفها العالم كله"
و تم تحذير رزاق منذ البدء بأن إكتشاف صور للحكيم مرسومه من قبله تعني فقدان الحماية.
ظل رزاق حبيس البيت يرسم صور السيد القائد و يسلمها لأفراد المفرزة الذين قاموا بتعليقها على جدران حسينية الزهراء.
بات يندب حظه؛ لمَاذا رفض فكرة أبن عمه بالسفر للعمل كحارس ليلي في دبي, أما كانت الحياة لتكون أفضل لو لم يسلك طريق الفن.
لم يدم تفكيره طويلاً فقد جاءت دورية أمريكية و أشتبكت مع المفرزة, قصفت المروحيات بيت رزاق لتقتل والدته و صبغت بدمه آخر لوحة سريالية رسمها وهي يحاكي حلماً ما قدر لهُ أن يرى النور.
2 comments:
Oh is it a real story?? if it so, then I am sorry to \read the sad ending...
How are you Ibin Batoota?
Hi Marsho
No it's not a real one, but I believe it could be.
Thanks for asking about Ibn Batoota
I'm fine, what about you?
Regards
Post a Comment