Saturday, 4 August 2007

رسالة يائسة


د. عمران الكبيسي

أعد أرجوك لي وطني
فجندك يملأون الحي، سدوا منفذ الطرقات
وانتهكوا حمى مدني


أعد أرجوك لي وطني
مشاتك صادروا وجهي، ودكوا سور مزرعتي
وظلما فجروا بيتي، ومزق عنوة كفني
أعد أرجوك لي وطني،
وجودك جد أزعجني، وأيقظ فعلكم شجني
فقد طفحت كؤوس حياتنا بالهم والحزن
نعيش لهول ما نلقى كأنا خارج الزمن
بلا نور، بلا ماء، بلا زاد، بلا سكن
فما وقرتمو شيخا، ولا حشمتم امرأة،
ولا فرق لديكم بين إرهابي، أو مدني
أعد أرجوك لي وطني،
فلم يجلب لنا التحرير غير حثالة العفن




أعد أرجوك لي وطني

ولا تنتحل الأعذار
فما أنصفت مظلوما، ولا أطعمت محروما
ولم تستوعب الأحرار


ولم نعرف لكم أمنا، ولا عدلا، ولا استقرار
ولم نعرف لكم لغة سوى إطلاقكم للنار
جلبت العار والبلوى، سفكت من الدما أنهار
فغيب فجرنا الدامي دخان حرائق الأشجار
مقابرنا هجرناها، وصرنا نحصد الأزهار،
كي نقبر موتانا بصحن الدار
أعد أرجوك لي وطني
بلا أسلاك شائكة، بلا كتل، بلا أسوار
بلا قصف، بلا دم، بلا غصب، بلا أشرار
بلا جند كألوانهم و تتلون الأطماع والأفكار
أعد أرجوك لي وطني
ونعرف كيف ندرأ عن مواطننا بني الإرهاب والأخطار



أعد أرجوك لي وطني

وكف عن أمرنا يدك
ومن فضلك بالمعروف خذ جندك
وكنت وعدتنا صدقا، وما أنجزتنا وعدك


تغازلنا مجاهرة، وتوغل خلسة غمدك
عرفنا الآن ما تعنيه حريتنا عندك
وقد صيرتنا صيدا، وصعرت لنا خدك
وأغلظت لنا يدك، ولم تحسم لنا ردك
فدع أرجوك لي وطني، وكف عن شعبنا كيدك
ومن فضلك بالمعروف خذ جندك
أنا صنوك إنسان وليس محاربا ضدك
فلا تدفعني قهرا أكن ندك
وراجع يا ترى نفسك، والزم جيدا حدك
فهب أرجوك لي وطني، وخذ جندك
لعل الله يصلح أمرنا بعدك




أعد أرجوك لي وطني، ولا تقس، ولا تغتر
فما تحسبه نصرا بلا جوهر
رهين الشكل والمظهر،

وما يخفى هو الأخطر
فلسنا كالهنود الحمر نستعبد، نستعمر
ولسنا مثل «فكلندا« لنحتل ونستأجر
فلا تفخر فغيرك كان أدهى منك أو أشطر
أعد أرجوك لي وطني، ولا تهزأ، ولا تسخر
فإن الله مما تستعد وتقتني أكبر
وإن سلاحنا ثقة بهذا الساعد الأسمر
فما يلقاه جندك وسط بغداد
وفي الأنبار يشتد، ويشتد بهم أكثر
فهب أرجوك لي وطني، ولا تفخر
فإن غدا لناظره أشد عليك أو أخطر

3 comments:

3eeraqimedic said...
This comment has been removed by the author.
A&Eiraqi said...

3mti
It's just ; رسالة يائسة

Regards

Anonymous said...

،شكرا لمشاعركم الوطنية، بارك الله فيك قصيدتك الشعبية جيدة، أكملها وارسلها لي إن شئت نشرها في إحدى الصحف. تحياتي. د.عمران الكبيسي