Sunday 1 June 2008

ماذا سوف تصلح ؟

قالوا مسبقاً أننا لعبة الأقدار وها قد أثبتتها لنا الأيام: وها هي الأقدار تتلاعب بنا كما لو كنا أرجوحةً تقذفها حيثُ تشاء لتعود الى نقطة الصفر.

سبحان الله! نفس الوجه, نفس الإيماءات و نفس الإبتسامة, نفس العبارات الرنانة التي ما قتلت ذبابة, و نفس الوعود الغبية التي ما رأينا منها سوى انها كانت سراباً ظنناهُ ماءً من شدة عطشنا.

اليوم عاد لنا أسدُ الأمس بحركاتٍ تناسبُ قرداً في سيرك , ظاناً ببساطة أننا نفس السذج الذين صدقوه, متناسياً أن المرء ينجحُ في الإحتيال حين يأتي بجديد و لكنهُ يكون شديد الغباء إذا ما حاول أن يعيد الحيلة ذاتها.

لقد ظهر (القوي الأمين) سماحة الملا الروزخوني إبراهيم الأشيقر ليخبرنا أنه شكل (تيار الأصلاح) و أنهُ عائدٌ من جديد بعد أن إنشق عن حزب البلوة, راغباً في تصحيح الأخطاء التي شابت العملية السياسية.

والله أني لأشعر بالغثيان.

عن أي أخطاءٍ يتحدث؟

الطبيب الذي لم ترك مهنته ليعمل (ملا) نسي أن جل الأخطاء حصلت تحت قيادته السديدة و ما كان منهُ إلا أن بادرَ بصمتٍ جعل الجميع يؤمن أن ما يجري أنما يجري برضاه .

فمن مجلس الحكم الذي كان هو أولُ رئيسٍ لهُ و من أعلن تشكيل أول حكومة بادرت بنهب البلد وسلب ثرواته, ولم نسمعهُ يوماً ينتقد مجريات الأمور أو يعترف بأخطاء, وكان من ضمن الموقعين (إن لم تخني الذاكرة) على قانون إدارة الدولة سيء الصيت.

الى حكومةٍ مؤقتة شغل فيها منصب نائب رئيس الجمهورية ليصمت لشهورٍ عدة و المدن العراقية تقصف بهمجية الآلة العسكرية الأمريكية.

الى ثورة الأصبع الأرجواني التي أنتهت به في سدة الحكم لنعيش أيام الدريلات و التصفيات الطائفية و التشرذم السياسي, و كتابة دستور تم الخروج عليه قبل إقراره.

الإشيقر الذي إعتاد أن يصدع رؤوسنا بخطب رنانة لم نفهم منها شيئاً سوى أنه رجلٌ يحبُ أن يبقي فمهُ مفتوحاً لأطول فترةٍ ممكنة يتحدثُ اليوم عن أخطاء.

قائد حزب الدعوة الذي وضع عناصر حزبه في مختلف المواقع الأدارية العليا (وهم الذين فشلوا في إيجاد عمل في الخارج) مدعين أنهم تركوا مواقعهم ليخدموا بلدهم, تغافل هذا القائد عن سرقة الأراضي في بغداد الجديدة و بيعها على المواطنين؛ إنشق عن حزبه بعد أن تجاهله أعضاء الحزب لينخبوا سواه, إنشق عنهم و يتحدث عن إصلاح !!!

(القوي الأمين) الذي طالما تحدث الناس عن انه ذو حالة مادية بسيطة و لا يملك من المال شيئاً, تخرج مظاهرات نسائية بالألاف مرتدين (حجابات) مكتوبٌ عليها مؤسسة الجعفري الخيرية!!! فمن أين لك هذا؟ هو ليس من أموال الخمس التي تجمعها من الناس فتلك للفقراء لا للدعايات, أرجو أن لا تكون من أموال الشيطان الأكبر فتلك حرام بحسب أراء الخميني الذي ما تزال صورته معلقةٌ في بيتك.

عليك يا حضرة الدكتور أن توضح لنا عن أي أخطاءٍ تتحدث وماهو الإصلاح الذي تبغيه, و يكفيك إستخفافاً بعقول البسطاء, أنت يا من توحد العراقيون(رغم فرقتهم) على رفضك فلم يزدك ذلك إلا تعنتاً حتى أدركت أن السيل بلغ الزبا فخرجت لتخبرنا أنك تتنازلُ عن حقك في قيادتنا كما لو كنا إرثاً ورثته من أبويك.

يبدو أنك لم تدرك بعد أنك كنت و بأمتياز أفشل قيادي عرفهُ العراق و أغبى رئيس وزراء منذ طوفان نوح
أتمنى لو انك تصلحُ نفسك

ولكن لا حياةَ لمن تنادي

2 comments:

Anonymous said...

This is a fun way of finding out who of your critics can read Arabic isn't it?

Anonymous said...

عاش حلكك