Monday, 3 December 2007

ﺸﮕد عيب

نتصرف في بعض الأحيان بلا وعي أو شعور و لا نقدر عواقب ما نقومُ به, بعد هنيهات نكتشفُ أننا قد إرتكبنا خطأً فادحاً كان يمكنُ أن نتجنبهُ لو أننا فكرنا أو ركزنا في ما كنا نقوم بهِ.

من ناحيتي تكرر هذا الأمر مرات عديدة في حياتي و في كل مرة كانت النتائجُ وبالاً علي أو على الأقل حرجاً بالغاً و أحمراراً في وجهي المثير في الأمر هو أنني أنتبه و أستفيد من كل خطأ كي يتكرر ولكن هنالك دوماً خطأٌ آخر لم أنتبه لهُ من قبل!!!

إلقاء قدح مليء بال(سفن آب) على تنورة زوجة التاجر الأردني و التي كانت ضيفة في بيت صديقي و أراها لأول مرة في حياتي, هذا لم يكن أول موقف محرج و بالتأكيد ليس الأخير.

مع دخولنا في مرحلة الجامعة بدأت الأمور تتعقد أكثر فأكثر؛ الكل يكرر نفس الكلام و الكل ينبه على ضرورة إتخاذ الحذر؛ الولد لازم يتصرف بثقل و لازم يبين رزانته و قوة شخصيته ويدير باله على كل كلمة تطلع منه خصوصاً امام البنات!!
حالي حال الباقين إتبعت تلك النصيحة بحذافيرها؛ و في أحد الأيام و انا واقف بأمان الله في الممر أمام لوحة الدرجات قررت فجأة أن أستدير, و فعلت ....لكن و بعد الإستدارة لاحظت مسألة غريبة؛ بنت مسؤول كبير جداً ملقاة على الأرض و ترمقني بنظرة إستغراب و غضب!!!
انا قلت آسف بس ما فاد!

طبعاً الدخول عنوة الى غرفة السيدات التي تم نقلها حديثاً لتحل محل غرفة مصور الكلية لم يكن خطأي بل خطأ كل وحدة ما كانت لابسة حجابها في لحظة دخولي.

السنوات مرت و العمر مضى و تركنا البلد و في الغربة تجارب عدة لابد أن نستفيد منها:

من الغريب أن الورود في هذا البلد بلا رائحة, إكتشفت هذا بعد أن باءت محاولاتي لشم رائحة كل بوكيهات الورد في أربع محلات ضخمة بالفشل التام, الناس كانت ترمقني بنظرات غريبة ثم ينظرون الى بعضهم البعض و يبتسمون!!!

قررت بعدها الإنتقال الى منطقة أخرى و العيش بسلام, أخذت القطار و رحت ل(شفيلد)؛ صحيح تبهذلت بالجنط, بس المميز في السفرة كلها هي أنني أمضيت عشرة ايام وانا أُرتب و أستعد لها, لا أنسى شي و يجيني واحد يتفلسف و يكول (اي غير تنتبه), بمجرد خروجي من المحطة ركبت أول تكسي وانطيته العنوان و طلبت منه أن يوصلني.
إستدار السائق قائلاً (لا أعرف هذا العنوان)...
".أهووو هذا منين إجاني ما يندل؟" دردمتها ويا نفسي و انا أعيد العنوان عليه مع بعض الإستخفاف بعدم إلمامه بالمنطقة رغم كونه سائق تكسي!
حاول مجدداً وكرر علي أن لا وجود لهذا العنوان!!
بصراحة صرت عصبي ...انا ما احب الخربطة...إذا مو كد المسؤولية ليش تشتغلون...أعوذُ بالله من غضب الله...طلعت تليفوني و خابرت الأخصائي الي رايح اداوم عنده....
الو : مرحبا ...انا هسه بشفيلد...بلكي تنطوني العنوان مرة اللخ هذا سايق التكسي ما يندل!
الأخصائي: انت شعندك بشفيلد؟!
: ليش المستشفى مو بشفيلد؟!! رديت بنوع من الخجل الممزوج بالحيرة و الإضطراب
الأخصائي: لا مو بشفيلد, منو قلك انها بشفيلد؟! لازم تركب قطار لاخ
إعتذرت من ابو التكسي و نزلت جنطي و انا في غاية الحرج..... بس مو صوجي

يعني هو شنو الي صار ...الموضوع كله مجرد أخطاء بسيطة و لا من شاف و لا من دري

قبل فترة و بعد أن إستطعت أن أُثيت كفاءتي أمام الأخصائية المشرفة علي...ألتقيت بها في مكتبها
"أُدخل و سد الباب و تفضل إستريح"
إبتسامة عريضة إرتسمت على وجهي و انا أُبادر بالجلوس
"انا البارحة شفتك"....
وين شافتني ?البارحة عطلة!.....لا لا ....لازم شافتني بالحلم...اي ...أمي تتفاءل بالأحلام...بعت ثكل و قلت مع إبتسامة و أخفيت ظنوني بموضوع الحلم:
العفو..وين شفتيني ؟ البارحة عطلة
"اي..أعرف..البارحة كنا طالعين بالسيارة و لاحظنا فد واحد ديمشي بالشارع و يحجي ويا نفسه" ابتسامة عريضة جداً إرتسمت على شفتيها...طأطأت رأسها محاولةً منع الضحكة التي تملكت منها...رفعت رأسها بعد أن رسمت معالم توحي بالجدية والحزم و بعض التعاطف:
"بصراحة هذا الواحد كان إنت"....".إذا تحتاج أي مساعدة انا أعرف طبيب نفساني ممتاز" قالتها بنظرات تملؤها الشفقة و العطف....تركت المكتب بعد أن شكرتها و بقيتُ أُردد
" إحترت أشكي و لا أحكي و لا أبكي من فشلتي...."

3 comments:

chikitita said...

شكد فطر شنو ما شايفين واحد يحجي ويا روحه

A&Eiraqi said...

Chicki
شتسويلهم
ما شايفين أجانب
!!!!

Bassam Sebti said...

Like you, I believe that roses here have no scent. The backyard of the house I am staying in now was full of roses, yet I never smelled their scent like I did in our house in Baghdad...

Hope you are doing well, buddy!