Wednesday, 28 February 2007

ها قد أُغتُصِبَ حلمنا

ها قد بروا القسم , ها قد أوفوا بوعدهم , ها قد أُخِذَوا بالثأر, بشراكم جميعا" , بشراكَ ياضاري ,فلتبتهج يا سامرائي و لتفرح يا مشعان , ها قد صال المجاهدون صولتهم , ها قد قامت واحدةٌ من فتياتكم المؤمنات بردِ الصاع , ها قد ثأروا لصابرين وعرضها المفترض , ها قد غسلوا عارهم بالدم كما أردتم وكما تمنيتم .

غضبتم قبلَ أيام لعِرضِ صابرين , أقمتم الدنيا ولم تُقعِدوها , نعقتم وحرضتم وتباكيتم , هاهو الردُ قد جاء كما أردتم , ها قد أُغتُصِبَ حلمنا البسيط بالراحة , ها قد شُقت بكارةُ الأمل بغدٍ أفضل, ها قد هُتكَ عرضُ المحبة وها قد فُرِضَ السوادُ علينا من جديد رغمَ أنَا لم نفارقهُُ بعد.

جاء الدور هذه المرة على الكلية التي كان يدرسُ فيها والدي(الأدارة والاقتصاد_مستنصرية) , بلا رحمة انبرت بجزامها الناسف لتنسف قلوب الامهات , لتمزق جسدها وأجساد الابرياء ولتقتل حلما" مشى في طريق النسيان .

شبابٌ بعمرِ الورد, مشوا مصحوبين بأحلامِ الغدِ المشرق, غدٌ بات انتظارهُ طويلا" ولم تشرق لهُ شمسٌ بعد , حتى
وإن أشرقت , لقد فات الأوانُ وأنتهت فرصتهُم ,فقد رحلوا أو بالأحرى رُحِلوا الى الأبد ليُضحوا رقما" في تسلسلِ قائمةِ المآسي التي صارت طويلةً جداً ومازال زماننا مستمرا" بكتابتها.يكتبها بحروفٍ من دمٍ ودموع , دمُ الأبرياء ودموعنا نحن .
بلا هوادة غسلت الحرم لجامعي بدمائهم الطاهرة وغسلت عيون عوائلهم بدموعٍ تحتاجُ زمنا" لتجف ولربما ستذرفُ غيرها قبل أن تجف
إغتالت أحلامهم البريئة وأنهت طموحهم الجاد للوصول الى بداية الطريق وأوصلتهم مباشرةً الى النهايةِ , قتلت فرحة
أمهاتهم بنجاحٍ ينتظرونه وحرمت بلدا" من شبابٍ يبنونه .



الان وفي موقفٍ كهذا يتحتمُ علينا أن نتساءل , ماهو موقفكم واين غضبكم
الذي أبديتموهُ لأجل أمرأةٍ واحدةٍ إِدَعت من دونِ دليل؟ قبل أيام تباكى السامرائي والهاشمي على شرف امرأة فأين دموعهم على هؤلاء الشباب ؟ هل يغضبون لأجل واحدة ويهملون العشرات ؟أين غيرة مشعان الجبوري الناعق دائما" بأسم العراق العربي ؟ اليسوا الذين قتلوا عربا" ؟ أين غضبُ الشارع العربي ؟ وأين مظاهراتُ النفاق ؟إين الأعلام العربي ؟أين القصائد الرنانة ؟ وأين الدموع؟ طالبنا بأدلةٍ تثبتُ إِدعاء صابرين فأتُهِمنا بالجُبن وإِنعدام الغيرةِ على العرض , ها نحنُ نقدمُ قضيةً بأدلةٍ دامغة , مجزرةٌ واضحةٌ وضوحَ الشمس في كبد السماء , فأين ردودُ الفعل والمواقف؟ الا يستحقُ من قتل من طلاب الجامعة المستنصرية(التي توالت على كلياتها الانفجارات) تعاطفا" كالذي نالهُ صدام يومَ إعدامه ؟
أليس من الحماقةِ بعد هذا كله أن يتقبل أحدٌ فكرةَ الإِستماعِ لهؤلاء؟
من الأفضل ألا نحصل على إجابة أذ أن الجواب الوحيد سيكون مقتل عددٍ آخر في مكانٍ آخر .

من المؤسِف أن يتحدث الجميع عن قضية صابرين ويتناسون هذه المجزرة لتي مرت علينا مرور لكرام , وكأنها أمرٌ بات مقبولا" أو متوقعا" !!!
تجاهلوها كما لو كانت حادثا" بسيطا"و أمرا" معتادا" , وليست كارثة تهدد مستقبل بلدٍ بحاله , يسقطُ العشرات في الحرم الجامعي صرعى جنون الحقد الأعمى , تهددُ جامعاتنا ويوضعُ طلبتنا على شفى حفرة من الموت ولا أحدَ منهم يكترث.

علينا أن ندرك أن لا تفاهم مع هؤلاء , لن يتقبلوا فكرة أن نبقى على وجه الأرض , لن يتقبلوا أبدا" أنَا بشرٌ مثلهم لنا الحق أن نحيا ولن يسمحوا لنا أن نعيش بسلام .

كان من واجبي أن أدركَ أنكم تكرهون الحياة وترفضونها وكان من واجبنا أن نحترس , أتذكرُ لحدِ الان كلماتُ شخصٍ بدت عليه ملامحكُم واضحة , كان يمر بحرم كليتي الى المستشفى في يوم احتفال الخريجين سنة 2002 (هم جاهزون للفساد والمحرمات ولكن ليس للعلم والخلق )



أنا هنا لأتحدى الجميع وليردَ علَي من يستطيع متهما" أياي بالكذب , ها نحنُ نقتربُ من إكمال السنةِ الرابعة لمسلسل الدم الجاري , ها نحن ندخلُ الفصل الخامس من مسرحية القتل المستمر , لم أشاهد حتى الآن مشهدا" واحدا" ظهرتم فيه بموقفٍ مشرف , لم أرى حتى الآن لقطةً واحدةً تبدون فيها خُلُقا" انسانيا" ولم أسمع حوارا" واحدا" عن حقوق الأنسان , لا أسمعكم تنعقون الا عندما تسنحُ لكم الفرصة لأتهام الآخر والأساءة له.

مالذي تنتظرونهُ من الآخرين وأنتم تستهينون بدماءِهم ,اليسوا بشرا" مثلكم ,أم أن الله قد خلقكم من طينةٍ خاصة , أما في قلوبكم شفقة ؟
في يومٍ واحدٍ يسقطُ العشرات في حرمٍ جامعي ودون جرمٍ أو ذنب , وأنتم في مكانكم لا يهتزُ لكم رمشٌ .


كان صديقي يحدثني قبل أيام ناصحا" اياي بالتركيز على دراستي إذ أنهُ يواجهُ صعوبةً مثلما أواجه من جراءِ ما يجري في العراق ويصعبُ عليه التركيز في حياته , ولكن كيف لنا ياصديقي أن نتجاهل قدرنا , ها أنا أهربُ من مكانٍ لآخر علي أنسى فما اجدني الا أواجهُ نفس القدر نفس (المأسآة) ,أشعرُ أنهُ يطاردني كوحشٍ يريدُ إفتراسي ,يأكلني الألم , أشعرُأني ضعيفٌ جدا" ,لاحول لي ولا قوة,أشعرُ أن المسألة باتت مسألة وقتٍ ليأتي دوري في مسلسل الموت, لأنال نصيبي من المعاناة والحزن , عندما كنت هنالك , كنتُ دوما" أتخيلُ جنازتي ,أتخيلُُ معاناةِ أمي وحزنُ ابي وأخواتي , لستُ ضعيفا" ولكني غير مؤهلٍ لأحزن على أحد , ليتني لا أواجهُ هذا القدر

تعودتُ أن أقول أن القدر يواجَه ويأخذُ بالتحدي ولا يجبُ الاستسلامُ لهُ أبدا" ولكن كيف لي أن أواجه قدرا" كهذا وما السبيل لتحديه؟ كيفَ لي أن أغيرَ قدرا" لم يكن لي يدٌ في حدوثه ؟
يومٌ بعد يوم يزدادُ عمقُ الجرح و تتوسع رقعته فمن الذي سيضمده ؟

http://www.youtube.com/watch?v=GKJghL0Xo7E

3 comments:

Anonymous said...

i completely understand what u r saying.however,rape and murder cannot be equated.
death, no matter how painful, is part of the human "cycle". rape and sodomy r sometimes more difficult to live with, eventhough 99% of us would not choose death if given a choice.
i can sense the incoherency of what i ve written, but the problem is that u r asking perfection from imperfect humans.

A&Eiraqi said...

Dear anonymous
I'm nnot asking for perfection , but for being a bit fair.

Even in what I wrote there was some incoherence , that's because we are I'm frustrated by what goes on there.
The thing is we are loosing a generation and fruthermore a hope and faith.

I know that neither rape nor killing are accepted and there is a cycle going on, yet all those who are in charge haave to do their best to stop it.

Regards

Bassam Sebti said...

اسمعت لو ناديت حيا
لكن لا حياة لمن تنادي