Thursday 22 February 2007

خلاف لأجل الخلاف

ضجةٌ كبرى وأزمةٌ أخرى , نفسُ الوجوهِ ونفسُ الأصوات وعموما" نفسُ الكلام مع تغييراتٍ طفيفة , هذهِ المرة صابرين .

يقولُ غوبلز(أكذب...أكذب ثم أكذب , فحتى لو أنكشفت الكذبة سوف يصدقك الناس ), من هو الكاذب ومن هو الصادق , في كلِ جانب هنالك الفُ غوبلز فاللعبةُ باتت سهلة والنجاحُ أكيد والسلاحُ كلمات , كلماتٌ يصدقها من يريدُ أن يصدق أيَ شيءٍ عن الطرف الاخر بغضِ النظرِ عن مدى منطقيتة ما يسمع .

منذُ يومين وأنا استفتي كلَ من أعرف عن (صابرين الجناي ) , قبلَ أسبوع كان هذا الأسم لا يعني شيئا" ولكن اليوم هو يشغلُ عشرات الصفحات على شبكة الانترنت , ردودُ الناسِ جائت متباينة , انبرى البعضُ لحمل لواء صابرين مطالبا" بتطبيق أقصى العقوبة ولكن بمن؟ لستُ أدري , أما الطرفُ الاخر فقد انبرى لنهش لحم المرأة و وصفها بما يجعلُ البشرَ ينفرونَ منها , وها أنا اتفرجُ عليهم من دون إيجادِ وسيلةٍ لوقفِ لمسلسل التعنت الذي لا يتوقف .

لنأخذ كل طرفٍ ونجادلهُ بالتي هي أحسن ؛ سأبدأُ مع صابرين على أنها أمرأةٌ مغتصبة من قبل القوات الحكومية .

صابرين وكما تدعي أمرأةٌ زوجها مطلوب لقواتِ الأمن التي لا يثقُ بها أحد من العراقيين الا الغافل عن واقعها المرير . طرقَ باب منزل صابرين ودخلت قواتُ الأمن وأعتقلتها ثم أخذت الى مكان معين حيثُ تم أغتصابها لمراتٍ عديدة , عادت صابرين المغتصبة والمعذبة الى بيتها ليبادرَ أهلها الذين واجهوا كارثة اغتصاب ابنتهم بأخذها الى بر الامان (الحزب الاسلامي ) الذي يمثَلُ في جمهورية العراق بمنصب نائب رئيس الجمهورية , الذي بادر بالأتصال بالقوات الأمريكية بدل الأتصال برئيس الجمهورية الذي لم نسمع منهُ تعليقا"حتى الساعة, وهذا مايعكس متانة العلاقة داخل مجلس الرئاسة , قام الجيش الامريكي بفحص المرأة وكتب تقريرا"والله الوحيد العالم بما في التقرير الذي لم نرهُ لحد الانوالذي لم يظهرهُ الأمريكان لحاجةٍ في نفسِ يعقوب .

من واجبنا طرحُ تساؤلاتٍ منطقية هنا ,
ماذا يريد الحزب الأسلامي من أثارة هذهِ الضجة ؟ هل الغرض هو وقف الحملة الأمنية ؟ لمَ يبقى الحزب الأسلامي أو جبهة التوافق في حكومة يرفضون كلَ ما يبدرُ منها؟ السنا بحاجة الى حملة أمنية ؟ العراقيون محرومون من الحياة ويعيشون بأسوأ الأوضاع وهم بحاجة الى أيقاف نهر الدم و أخماد نار الطائفية التي تحرق الجميع وهنالك مؤشرات على أحرازِ تقدمٍ نسبي في هذا المجال.

هل الغرض أقناع السنة أن الخطة الأمنية هي خطة لأبادتهم وهتك أعراضهم ؟ ماذا سيجني الحزب الاسلامي أذا توقفت الخطة الامنية ؟ ألن تزداد الامور تعقيدا"؟ سبق لهم ان رفضوا الانتخابات الاولى ثم اذعنوا للامر , عجلة الحياة لا بد أن تدور ولا بد أن نتقدم للأمام لا يمكن التوقف خصوصا" وأننا نموت كل ساعة.

هل بأمكان من عارض الخطة الامنية طرح بدائل واقعية بحيث يقنع الشارع بها ؟

صابرين وكما تدعي تعرضت للتعذيب والاغتصاب وذكرت مسائل معينة وقصة لستُ في صدد تقييمها ولكن من ضمنها الضرب بخرطوم ماء صلد على الفخذ مما يجب أن يترك تورم أو كدمة أن لم يسبب جرحا" في هذا المكان والتعرض للأغتصاب مرات عديدة مما يجب أن يترك أثار لسوائل منوية على ملابسها وفي منطقة المهبل.

سأفترض أن صابرين صادقةٌ في كل ما تقول , جلُ الأمر هو أمرأة تعرضت لجريمة ولابد من فتح تحقيق بالأمر وأعادة الحقوق , لم أسمع عن حل قوات أمن في أي مكان بالعالم لأن أربعة من عناصرها أساءوا التصرف أو أرتكبوا جريمة ولا يمكن أن تستقيل حكومة لأن احد أفراد قوات الأمن ارتكب جريمة , لازال التساؤل مالمغزى من هذه الضجة؟والى أين تريدوننا ان نصل ؟

لننتقل الى الطرف الاخر

هنالك مجرمة فاجرة تتهم ظلما" الأشاوس من قواتنا البطلة !!!!

صابرين مواطنة عراقية أدعت في ظل حكومة يقودها رئيس وزراء يتحمل مسؤولية امام الله والشعب منذ أن ادى اليمين الدستوري , صابرين رغم ايرادها لبعض الكلمات مثل (متعة) لم تذكر انتماءات مغتصبيها الطائفية ولكن أضحى البعض يعد القصة مؤامرة ضد أهل البيت ومحاولة أساءة للعمائم السوداء !!!!

ذكر البعض أن صابرين كاذبة وهي ذات سمعة سيئة وكانت الذراع الايمن ل(منال الالوسي) ! من الممكن التماشي مع بعض هذا الكلام ولكن صابرين ذات الثلاثة والعشرين عاما" كما ادعى البعض وليس العشرين كما تدعي هي , لم تكن قد تجاوزت التسعة عشر عاما" عندما انقضى زمن منال الالوسي , فهل كانت صابرين ذراعها الايمن عندما كان عمرها خمسة عشر ,خصوصا"ان منال قد أفُل نجمها في الاونة الاخيرة ويبدو أن السبب هو تحولها للأستعانة بالاطفال .

يرى البعض أن صابرين وقحة وقد تجرأت بأقوالٍ والفاظ لا تصدر من أمرأة شريفة , حتى لو كانت صابرين غير شريفة هو ليس مبررا" لأغتصابها وحتى لو كانت كاذبة في كل ما تقول ,فأنني أتقدم لها بالشكر لأنها أعطت الشجاعة لغيرها للنطق بهذا الامر , البارحة أدعت أمرأة تركمانية أنها تعرضت للأغتصاب من رجال الشرطة في تلعفر وتم اليوم أحالتهم للقضاء ولربما ان هنالك المزيد, لماذا على المرأة أن تسكت أذا هتك عرضها , أظن ن هذه هي الجريمة , هل علينا أن نستنكرصراخ الضحية ونؤيد ترك الجلاد دون عقاب .

السيد رئيس الوزراء بادر للتصرف كزعيم عصابة يقود ميليشيا تفرض لهُ خطة القانون التي اتمنى لها النجاح من كل قلبي عسى أن يستقر الوضع في بلدي , ولكن كرئيس وزراء كان الاجدر به التحلي بالعقل لا بالرعونة , أولا" يا ابو اسراء إذا كانت صابرين كاذبة دع التحقيق يأخذ مجراه ثم تعاقب هي أشد العقوبة على أتهام مقاتليك الابطال بغير حق , وهنالك أمرٌ اخر ذكر البيان الصادر عن التاسع عشر من شباط(أي بعدَ يوم ٍواحد فقط أو أقل من يومٍ حتى ) أن صابرين لم تتعرض للأغتصاب ولم يذكر شيء عن التعذيب الذي ذكرت الفتاة , ولا أعلم ما لاداعي من تكريم ضباط لأنهم لم يغتصبوا فتاة وكأن الأغتصاب متوقع منهم .حتى لو كانت هنالك مؤامرة والموضوع كلهُ ملفق , هل يعقل أن يكون من لفق هذا الموضوع قد نسيَ تركَ أثارٍ تثبتُ صحةَ أدعاءِه.

ثانيا" بادر أبو اسراء للقيام بحماقة أخرى عندما قرر طرد أحمد عبد الغفور السامرائي من منصبه , السامرائي انتقد الحكومة وهذا متوقع منه ولست في صدد الدفاع عنه ولكن لو قلبنا الاية وكان رئيس الوزراء سنيا" وقام بعزل شخصية شيعية لأتُهمَ بالطائفية فورا" ,فمن حقنا الان أن نقول أن ابو اسراء اعترف بكونه طائفي كما اعترف بها عدنان الدليمي مسبقا" وكلاهما لايصلح لقيادة بلد متعدد الطوائف .

ثالثا" لمَ يتخوف رئيس الوزراء على خطته الامنية , قضية صابرين لا تستطيع ايقاف الخطة الامنية بل هي قضية خاصة تستحق الدراسة ولو أنه تعامل مع الامر بمسؤولية لأثبت للجميع كفائتهُ وأمكانياته .

صدقت صابرين بأدعائها أم كذبت , هي حالة تستحق الاخذ بنظر الاعتبار والتعامل معها بعقلانية هي ليست أول ولا أخر حالة منهذا النوع,ليسَ في العراق فحسب بل في كلِ العالم, ومن واجبنا العمل لأيقاف هذه الحالات ,مازلنا بحاجة لفتح تحقيق للتأكد مما يجري داخل المعتقلات والسجون , وهذا هو ما يجب ان يكترث له الجميع ,لأنَ قوات الأمن إذا استهرت بحقوق الناس لن تُفرقَ بين مذهبٍ وخر..

جلُ الامر ولسوء الحظ أنَا نبحثُ عن أمرٍ لنختلفَ بشأنه وبعد أيام ستظهر حالةٌ أخرى بمسمى أخر وينبري غوبلز كل طرف للنعيق والكذب حتى ظهور الحالة الاخرى وهكذا....

لقد كتبتُ ماهو مذكورٌ أعلاه وذهبتُ لوداع "فرشته", إذ اني راحلٌ الى مدينةٍ أخرى , فتحتُ أنا موضوع صابرين لأرى وجهة نظرها, قلتُ أنا رأيي ولم أكن ارجو الا الحيادية , تمسكت هي للأسف بموقف المدافع عن حكومة المالكي رغم تأكيدها عدم تعاطفها معهم , انا لستُ مع طرف ولكني أرى أن المالكي قد أخطأ أو أساء التقدير على الأقل وأصرت هي على انهُ احسن التصرف , أعلمُ أن كلماتها نجمت عن حرصها على البلد و رغبتها في العيش فيه بسلام ولكن مطالبة رئيس وزراء جمهورية العراق بالحيادية وعدم الانجرار الى وحل طائفية لا يعدُ نوعا" من الحماقة أو البطر.

لستُ سياسيا" محنكا" ولستُ محللا" ستراتيجيا" ولم أقل يوما" أني عظيم , انما أنا شابٌ يشتاقُ الى بلده ولا أظن أن في هذا حماقةٌ أو بطر!
حتى انا الذي أنتقد الخلاف على هذا الأمر سقطتُ فيه ومع من ؟ لسوء الحظ مع
فرشته

3 comments:

3eeraqimedic said...

AEIraqi
writtten like a true clinician, take your time, study the matter properly, and never forget the differential diagnosis, and know when to be wary of diagnosis before all the details are available. pity our glorified "leaders" cannot do the same.
I hope a disagreement on one issue will not mar a friendship

Anonymous said...

السلام عليكم

اخي العزيز اتصور ان الموضوع كله ملفق ولكن حكومه المالكي اخطأت في مسئلتين وهي اقاله السامرائي وبتركيم الضباط .المفروض من الحكومه ان تقف موقف محياد في موضوع يمس الطوائف فلسنا بحاجه الى توسيع رقعه الحرب الطائفيه
كن بخير
تقبل تحياتي
اختك بنت البصره

ahmed said...

Very well pal, very well done.

and i am with Bint al-Basrah 100%