هذا الفيلم
لم أُصدق عيناي عندما شاهدتُه
هنالك دوما" للوقاحةِ حدود , قررتُ أن ادقق الأمر علهُ محاولةٌ لزرع فتنةٍ وأذكاء الضغينة والعداء , بحثتُ في اعمال مؤتمر نصرة الشعب العراقي الذي عُقِدَ في أسطنبول, فأدركتُ أن الحقيقةَ
مرَة ؛ يصر من لسوء الحظ يطلقُ عليه لقب دكتور (عدنان الدليمي) على أن اسم المؤتمر غيرُ صحيح وأنه كان من المفروض أن يسمى مؤتمر نصرة اهل السنة لا مؤتمر نصرة العراق , الا اذا كان المنظمون يعنون به مؤتمر نصرة العراق الشيعي .
يضيف اخر وهو محمد بشار الفيضي مجموعة من جرائم كلها ارتكبت بحقِ أهل السنة في العراق من قتل الى حرق مساجد الى اختطاف وتهجير وما الى ذلك , ويأتي دور ناصر العمر ليوضح معالم الخطر الشيعي والأيراني ليشمل بها العداء لأمريكا وحتى قناةُ المنار الفضائية التابعة لحزب الله ,ويتمادى في قوله ليصفَ الخطر الشيعي بأنهُ أشدُ من خطر اسرائيل!
لقد قرأت قبل فترة أن يوسف القرضاوي اعلن أن على الشيعة أن لا يحاولوا التدخل في مناطق السنة أوكسب ابناء السنة الى مذهبهم وأضاف أن الشيعة عاشوا طويلا" في كنف السنة دون مشاكلٍ تذكر
لستُ هنا في صدد الدفاع عن الشيعة أو الفكر الشيعي ولستُ شيعيا" ولم أكن يوما" كذلك , وليسوا رجال الدين من الشيعة بالشرفاء فكل من الحكيم والصدر وغيرهم ليسوا الا اوباشا" وكلابا" سائبة تحاولُ نهشَ لحوم ابناء شعبي المسكين , ولكن ولغرض الأمانة لا غير , يعلمُ كل الواعيين أن الحكيم والصدر لا علمَ لهم ولا فقه , هم حتى لم ينالوا أي تحصيلٍ علميٍ يذكر . بالتأكيد أن من يجب أن يلام هم اصحابُ العلم , فبالأستناد الى الشريعة الأسلامية: لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون , عدمُ المساواةِ هذه هي في المسؤولية لا بالحقوق , اللائمة تقع في نهاية الأمر على من يعلم لا على الجاهل .
ماذكرَ في المؤتمرِ أعلاه يصيبني بالهلع , هاهم اكثرُ الناسِ علماً بالدين ينهالون بالأكاذيب على من يستمعُ لهم ويغالطون الحقائق الجلية, هاهم قادةُ المجتمع وأصحاب القدرةِ على محاكاةِ عقول الناس وعواطفهم ومن ثم تحريك الشارع يكذبونَ ببشاعة ويحرضون على سفكِ الدماء .
أُحبُ أن اطلقَ على هذهِ العقلية أسم (العقلية العوراء) مع أعتذاري من كريمي العين ولكن ما يقوم بهِ هؤلاء هو النظر دائما" الى نصف الحقيقة ثم التفكير بهذا النصف فقط ولكنهم يرفضون أنصافَ الحلول.
يقولُ الفيضي أن هنالك مايقارب مائتي الف من أهل السنةِ قد قتلوا, من المؤكد أنهُ يستند بهذا الى تقارير المنظمات الأنسانية التي صدرت قبل فترة وترى أن مجمل قتلى العراق منذ الحارب جاوز الستمائة الف مما يعني بمعادلة بسيطة أن هنالك ما يقارب اربعمئة الف شيعي قد قتلوا!!!!!!!!
لستُ من مؤيدي فكرة الرجوع الى من الذي بدأ بأثارة المشاكل فنحنُ نريدُ حلاً لمصيبتنا , وهذا لن يساعدَ في شيء , ولكن ألم يكن الأجدر بكم ياحثالة البشر أن تسعوا منذ البداية الى حقن الدماء ووقف الفتنة التي وصلت أوجها الان.
ألم يكن من الأفضل لو أنكم دعوتم منذ البدء الى وقفِ عمليات القتل الجماعي التي كانت تحدث بموازاة ما أسميتموه بالمقاومة.
سأذَكرُ الجميع بأمرٍ واحدٍ عشناهُ جميعا" :عندما ثار مقتدى ومن معهُ للمرةِ الأولى عام 2004
كانت هيئة ما يسمى بعلماء المسلمين أول من ساندهُ رغم يقينهم بمستواه وطبائعه ورغم علمهم بأن لا صلةَ للدين به أو بمن معه , أذكرُ جيدا" أن ائمةِ المساجد كانوا يدعون لهُ صائحين (الشيخ المجاهد) , واضحى اليوم المجاهد عدوا"!!.
هل كان هذا الدعم نابعٌ من روحِ الأخوةِ العراقية أم من حلمٍ بأثارةِ الصراع بين ابناء الشيعة؟!
سأدعُ ما في العراق جانبا" لأنتقل الى نقطةٍ اخرى الا وهي موقف الجميع من الخطر الشيعي ولنأتي لها تدريجيا":
انا من الذين لا يحترمون الخميني ولا يأيدون الدولة الأسلامية أو ولاية الفقيه وأضحيتُ باغضا" لكل العمائم على أختلافِ ألوانها ولكن أذا أردنا أن ننظرَ للأُمورِ من وجهة نظرٍ دينية فعلينا أن لا ننكر أن الخميني قاطعَ ولو ظاهريا" إسرائيل التي يعدها الجميع عدونا الأول والتي تذبحُ أخواننا الفلسطينين (على فرضِ وجود الأخوة) ,لا بل وأعلن عدائهُ لها و لأمريكا وحورب من كليهما ظاهريا" على الاقل,انا ايضا" من معارضي تدخل ايران أواي دولة في شؤون العراق ولكن و بحسبِ معلوماتي المتواضعة فأن ليس للقومية أيُ اثرٍ في الدين إذ لا فضلَ لعربيٍ على أعجميٍ الا بالتقوى, الا اني اسمعُ الجميع الان يتحدثُ عن الخطرِ الفارسي , لماذا على الفرس أن يتقبلوا حكم العرب لهم وليس لهم الحق في أن يحكموا العرب؟!! هل هذهِ هي عدالةُ الدين ومساواتِهِ؟ ولماذا يعتبرُ الأسلاميون الحكم العثماني رغمَ كلِ مساوئهِ أستمراراً للخلافة الأسلامية ؟ اليسوا أعاجم أيضا"؟ لماذا يحقُ للعرب أن يقاتلوا في البوسنة وأفغانستان ولا يحق للأيرانيين التدخل في العراق؟
أعلم أن النظام الأيراني قام بتعذيب اسرى العراق وبأيدي الحكيم وأزلامهُ ولكن صدام الذي تباكى عليهِ الكثيرون وعدوهُ رمزا" قد أستشهِد , لم يبدِ يوما" اهتماما" بأسرانا وتركهم قابعين في السجون الايرانية لسنواتٍ طويلة .
الاهم من صدام والنظام الايراني هو ما قام بهِ حزب الله من تحرير الاسرى اللبنانيين والمطالبة بالأسرى الفلسطينيين , لم أسمع نصرالله( الشيعي) يوما" يتحدثُ عن الاسرى الشيعة, بل على العكس هو حتى هذا اليوم يتحدثُ بلغةٍ وحدوية . اليسَ من واجب الجميع أن يبدي أمتنانهُ لما فعلهُ حزبُ الله عندما وقفَ بوجهِ اسرائيل حتى تم تحريرُ الجنوب اللبناني, اليسَ حزبُ الله مؤسسةٌ شيعية ؟!!ولم أسمع القاعدة "يوما" تمتدح أفعال نصر الله أو حزب الله أو تعدُ ما يفعلون جهادا!
يقولُ عبدالله النفيسي أن على العرب ان يتوحدوا لنصرةِ اهل السنة الذين يبادون في العراق , أتذكر جيدا" لقاء النفيسي مع أحمد منصور على قناة الجزيرة قبل ثلاثِ سنوات عندما قال بأن السنة اقلية تعيش في أرض جرداء في العراق مما أثار سخط محمد عياش السامرائي الذي هاتفَ البرنامج واتهم النفيسي بالتقليل من شأن السنة ومناطقهم .
أذا كان الاسلامُ وكما يصرُ رجال الدين على وصفهِ دينٌ يمثلُ الفطرة السليمة ويضمنُ حقوقَ الاخرين فلم نخشى رأي الاخر ونمنعه؟الم يقل الأمامُ الشافعيُ يوما" (رأيي صوابٌ يحتملُ الخطأ وأيُ غيري خطأٌ يحتملُ الصواب).
لماذا لا يدعو رجالُ الدين الى إِتباع مبدأ أبن ادم عندما رفض قتال اخيه (لأن بسطتَ الي يدك لتقتلني ما أنا بباسطٍ يدي اليك لأاقتلكَ إني أخافُ الله ربَ العالمين).
هل اضحوا يعتبرون هذه الأفكار غير عملية , وإذا كانوا يعدونها كذلك فما الذي بقي من الدين ؟!!
ألم يكن الشيعةُ محاربون على مدى التاريخ من كلِ الحكام والخلفاء ؟ لماذا يهمشُ دورُ ائمتهم في التاريخ رغمَ الأقرارِ بفضلهم وعلمهم؟ لماذا يعجزُ الجميع عن احترام معاناة الاخر والامه .
هل علينا بعد هذا كله أن نلوم الشيعي البسيط أذا تعصب لمذهبه مع الاخذ بنظر الاعتبار حجم المعاناة التي يعيشها
لقد تعرض قبل فترة وجيزة شخص يدعى :حسين علي عبدالحسين الى التعذيب والاهانة على طريق موصل_سوريا امام أعين زوجتهِ واولاده , كانوا على وشك اخذهِ معهم عندما ركعت الزوجة صارخةًً (خذونا معه ماذا سنفعلُ في هذه الحياة من دونه ,لنمت سويا"كما عشنا), تركوه بعد ان احطوا من كرامتهِ .
السؤال المطروح :ماهو شعور هذا الشخص ,كيف ينظر هو واقاربه وكل من يمت لهُ بصلة الى هؤلاء وكلُ من يساندهم أو يدافعُ عنهم , اليس الذي يتحدث بأسمهم يقول ببساطة (لا قيمة لك ولا كرامة ) , ماذا علينا أن ننتظر منه ومن ابنهِ الحدث ؟ كيف سيفكر هذا الطفل؟ هل سينتظرُ اليوم الذي تسنحُ فيه الفرصة للأنتقام لكرامةِ والده ؟
وبالتأكيد أن الشطر الاخر للسؤال هو ماذا يشعُر السني الذي واجه نفس الموقف وكيف اضحى يفكر؟ على سبيل المثال أضطر جدي الرجل الذي جاوز السبعين الى ترك بيته في البصرة ومفارقة عمِي وأولاده بعدأن تم طردهم من منطقة سكناهم .
هو حاقدٌ الان ويشعُ طائفية ولكن هذا لا يعني أن ما واجهه هو أسوأ مما واجههُ من سواه , هو لم يهن ولم يعذب وقد واجه الناس من الطائفتين ما هو أسوأ.
ماذا بعد؟ ماذا سنخسر ؟ وماهو الأسوأ الذي نخشى؟هل سننتظرُ اللحظة التي نقتلُ فيها ونُقتل لمجردِ القتل , أعتقد أنا نعيش هذه اللحظة الان فما هو الأسوأالمنتظر؟
كيف يمكن لامرءٍ عاقلٍ بعد هذا كله أن يحترم شرذمةَ من نسمي (رجال الدين)
في عالمٍ وصل فيه الأنسان الى التعمق في الهندسة الوراثية والاستنساخ الجيني وعلوم الفضاء ,في زمنٍ بات السباق في التكنلوجيا النووية على اشده,في زمنٍ يحتلُ فيه وطنٌ ويفقدُ ابناء شعبنا ابسطَ معالمِ الحياة؛ في هكذا زمن لازلنا نختلفُ على مسح القدم ام غسلها عند الصلاة!!
ينغمسُ أبناء الشعب العربي في مناقشةِ أمورٍ لم تُحل منذ اربعة عشر قرنا" من الزمن , لتتحول اتفهُ المسائل الى مسئلةِ حياةٍ أو موت الى نكون او لا نكون.
انا لا استغربُ ما يفعلهُ هؤلاء المرتزقة فبلا هذه الفوضى يُركنونَ على الرفوف و يضحون بلا قيمة , إن ما يفزعني هو أن ينحدر العقلاء والمتعلمين من أبناء شعبي في هذا الوحل . واجبُ من قد نالَ تحصيلا" علميا" أن يرد الدَينَ لهذا البلد بمساعدةِ أهله , أن يحاولَ تصحيح المفاهيم الخاطئة وأن يفهم الناس بأن للبشر حرية المعتقد على أن يحترموا مشاعرَ الاخرين ومعاناتهم .
من منِا على صواب ومن على خطأ ؟ كم من الناس قد قتلوا لأجابةِ هذا السؤال؟ وكم سيقتل بعد؟ وكم من الناس يجبُ أن يقتل لأثبات صحة الأجابة ؟وماذا سنكسب عند الوصول للأجابة الصحيحة ؟
ليس من المعقول أن يمشي من قد نال العلم وراء صيحات الجهلاء , ليس من المقبول أن نضع النقاب على عقولنا ونرفضَ صوت المنطق , إن نفق الطائفية حالكُ الظلام ونهايتهُ مسدودة بكمٍ هائلٍ من جثثِ الأبرياء .
تأتي لحظاتٌ يخالُ لي فيها أن الحل بسيط وأن الأمل موجودٌ , أتهيأ أن كلُ ما في الأمر هو أن نغمض أعيننا لوهلةٍ ليست بالطويلة , نفكرُ خلالها بالاخرين , بمعاناتهم , نعيشُ هذه المعاناة , نضع أنفسنا بمكانهم ونفكرُ بطريقتهم , نحسُ بما يحسون , نتخيلُ أُما" تبكي إبنها ثم نضع صور أمهاتنا مكانها .
إني ولسوءِ الحظ لأعجزُ عن أيجادِ حلٍ اخر واتمنى أن يسعفني الغير برأيٍٍ أخر أن كان لديه
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
3 comments:
mithil maygoloon, galbi khilas min ili dayseer!
Thanks for the post. Thanks for being Iraqi and only Iraqi, neither Sunni nor Shiite.
When I worked in Iraq as a journalist, I covered the political stuff in UM ALMARIK mosque, the HQ of the Muslim Scholars Association. I swear to God that I've seen and heard things that make the deaf and the blind crazy. I even mentioned it on my blog!
http://baghdadtreasure.blogspot.com/2005/11/shame-treasure-of-baghdads-diary.html
A&Eiraqi I go along with TB. Thank YOU for being Iraqi and only Iraqi.
- Nadia
هل تعلم ان العراق قد خسر كل المكاسب التي حققها خلال السبعينات ... اني اتصور ان الامل ضعيف نحتاج الى سنوات طووووويله كي نقف من جديد .. الارهاب قد مزقه وحدة العراقيين .. حكامنه المتطرفيين عززوا تلكه الفجوه بين العراقيين توالت الازمات وتوالت الجروح دون ان نجد حد او علاج لها... العراق جريح ونحن لا حول لنا ولا قوه .. كن بخير
Post a Comment