Wednesday, 28 February 2007

ها قد أُغتُصِبَ حلمنا

ها قد بروا القسم , ها قد أوفوا بوعدهم , ها قد أُخِذَوا بالثأر, بشراكم جميعا" , بشراكَ ياضاري ,فلتبتهج يا سامرائي و لتفرح يا مشعان , ها قد صال المجاهدون صولتهم , ها قد قامت واحدةٌ من فتياتكم المؤمنات بردِ الصاع , ها قد ثأروا لصابرين وعرضها المفترض , ها قد غسلوا عارهم بالدم كما أردتم وكما تمنيتم .

غضبتم قبلَ أيام لعِرضِ صابرين , أقمتم الدنيا ولم تُقعِدوها , نعقتم وحرضتم وتباكيتم , هاهو الردُ قد جاء كما أردتم , ها قد أُغتُصِبَ حلمنا البسيط بالراحة , ها قد شُقت بكارةُ الأمل بغدٍ أفضل, ها قد هُتكَ عرضُ المحبة وها قد فُرِضَ السوادُ علينا من جديد رغمَ أنَا لم نفارقهُُ بعد.

جاء الدور هذه المرة على الكلية التي كان يدرسُ فيها والدي(الأدارة والاقتصاد_مستنصرية) , بلا رحمة انبرت بجزامها الناسف لتنسف قلوب الامهات , لتمزق جسدها وأجساد الابرياء ولتقتل حلما" مشى في طريق النسيان .

شبابٌ بعمرِ الورد, مشوا مصحوبين بأحلامِ الغدِ المشرق, غدٌ بات انتظارهُ طويلا" ولم تشرق لهُ شمسٌ بعد , حتى
وإن أشرقت , لقد فات الأوانُ وأنتهت فرصتهُم ,فقد رحلوا أو بالأحرى رُحِلوا الى الأبد ليُضحوا رقما" في تسلسلِ قائمةِ المآسي التي صارت طويلةً جداً ومازال زماننا مستمرا" بكتابتها.يكتبها بحروفٍ من دمٍ ودموع , دمُ الأبرياء ودموعنا نحن .
بلا هوادة غسلت الحرم لجامعي بدمائهم الطاهرة وغسلت عيون عوائلهم بدموعٍ تحتاجُ زمنا" لتجف ولربما ستذرفُ غيرها قبل أن تجف
إغتالت أحلامهم البريئة وأنهت طموحهم الجاد للوصول الى بداية الطريق وأوصلتهم مباشرةً الى النهايةِ , قتلت فرحة
أمهاتهم بنجاحٍ ينتظرونه وحرمت بلدا" من شبابٍ يبنونه .



الان وفي موقفٍ كهذا يتحتمُ علينا أن نتساءل , ماهو موقفكم واين غضبكم
الذي أبديتموهُ لأجل أمرأةٍ واحدةٍ إِدَعت من دونِ دليل؟ قبل أيام تباكى السامرائي والهاشمي على شرف امرأة فأين دموعهم على هؤلاء الشباب ؟ هل يغضبون لأجل واحدة ويهملون العشرات ؟أين غيرة مشعان الجبوري الناعق دائما" بأسم العراق العربي ؟ اليسوا الذين قتلوا عربا" ؟ أين غضبُ الشارع العربي ؟ وأين مظاهراتُ النفاق ؟إين الأعلام العربي ؟أين القصائد الرنانة ؟ وأين الدموع؟ طالبنا بأدلةٍ تثبتُ إِدعاء صابرين فأتُهِمنا بالجُبن وإِنعدام الغيرةِ على العرض , ها نحنُ نقدمُ قضيةً بأدلةٍ دامغة , مجزرةٌ واضحةٌ وضوحَ الشمس في كبد السماء , فأين ردودُ الفعل والمواقف؟ الا يستحقُ من قتل من طلاب الجامعة المستنصرية(التي توالت على كلياتها الانفجارات) تعاطفا" كالذي نالهُ صدام يومَ إعدامه ؟
أليس من الحماقةِ بعد هذا كله أن يتقبل أحدٌ فكرةَ الإِستماعِ لهؤلاء؟
من الأفضل ألا نحصل على إجابة أذ أن الجواب الوحيد سيكون مقتل عددٍ آخر في مكانٍ آخر .

من المؤسِف أن يتحدث الجميع عن قضية صابرين ويتناسون هذه المجزرة لتي مرت علينا مرور لكرام , وكأنها أمرٌ بات مقبولا" أو متوقعا" !!!
تجاهلوها كما لو كانت حادثا" بسيطا"و أمرا" معتادا" , وليست كارثة تهدد مستقبل بلدٍ بحاله , يسقطُ العشرات في الحرم الجامعي صرعى جنون الحقد الأعمى , تهددُ جامعاتنا ويوضعُ طلبتنا على شفى حفرة من الموت ولا أحدَ منهم يكترث.

علينا أن ندرك أن لا تفاهم مع هؤلاء , لن يتقبلوا فكرة أن نبقى على وجه الأرض , لن يتقبلوا أبدا" أنَا بشرٌ مثلهم لنا الحق أن نحيا ولن يسمحوا لنا أن نعيش بسلام .

كان من واجبي أن أدركَ أنكم تكرهون الحياة وترفضونها وكان من واجبنا أن نحترس , أتذكرُ لحدِ الان كلماتُ شخصٍ بدت عليه ملامحكُم واضحة , كان يمر بحرم كليتي الى المستشفى في يوم احتفال الخريجين سنة 2002 (هم جاهزون للفساد والمحرمات ولكن ليس للعلم والخلق )



أنا هنا لأتحدى الجميع وليردَ علَي من يستطيع متهما" أياي بالكذب , ها نحنُ نقتربُ من إكمال السنةِ الرابعة لمسلسل الدم الجاري , ها نحن ندخلُ الفصل الخامس من مسرحية القتل المستمر , لم أشاهد حتى الآن مشهدا" واحدا" ظهرتم فيه بموقفٍ مشرف , لم أرى حتى الآن لقطةً واحدةً تبدون فيها خُلُقا" انسانيا" ولم أسمع حوارا" واحدا" عن حقوق الأنسان , لا أسمعكم تنعقون الا عندما تسنحُ لكم الفرصة لأتهام الآخر والأساءة له.

مالذي تنتظرونهُ من الآخرين وأنتم تستهينون بدماءِهم ,اليسوا بشرا" مثلكم ,أم أن الله قد خلقكم من طينةٍ خاصة , أما في قلوبكم شفقة ؟
في يومٍ واحدٍ يسقطُ العشرات في حرمٍ جامعي ودون جرمٍ أو ذنب , وأنتم في مكانكم لا يهتزُ لكم رمشٌ .


كان صديقي يحدثني قبل أيام ناصحا" اياي بالتركيز على دراستي إذ أنهُ يواجهُ صعوبةً مثلما أواجه من جراءِ ما يجري في العراق ويصعبُ عليه التركيز في حياته , ولكن كيف لنا ياصديقي أن نتجاهل قدرنا , ها أنا أهربُ من مكانٍ لآخر علي أنسى فما اجدني الا أواجهُ نفس القدر نفس (المأسآة) ,أشعرُ أنهُ يطاردني كوحشٍ يريدُ إفتراسي ,يأكلني الألم , أشعرُأني ضعيفٌ جدا" ,لاحول لي ولا قوة,أشعرُ أن المسألة باتت مسألة وقتٍ ليأتي دوري في مسلسل الموت, لأنال نصيبي من المعاناة والحزن , عندما كنت هنالك , كنتُ دوما" أتخيلُ جنازتي ,أتخيلُُ معاناةِ أمي وحزنُ ابي وأخواتي , لستُ ضعيفا" ولكني غير مؤهلٍ لأحزن على أحد , ليتني لا أواجهُ هذا القدر

تعودتُ أن أقول أن القدر يواجَه ويأخذُ بالتحدي ولا يجبُ الاستسلامُ لهُ أبدا" ولكن كيف لي أن أواجه قدرا" كهذا وما السبيل لتحديه؟ كيفَ لي أن أغيرَ قدرا" لم يكن لي يدٌ في حدوثه ؟
يومٌ بعد يوم يزدادُ عمقُ الجرح و تتوسع رقعته فمن الذي سيضمده ؟

http://www.youtube.com/watch?v=GKJghL0Xo7E

Thursday, 22 February 2007

خلاف لأجل الخلاف

ضجةٌ كبرى وأزمةٌ أخرى , نفسُ الوجوهِ ونفسُ الأصوات وعموما" نفسُ الكلام مع تغييراتٍ طفيفة , هذهِ المرة صابرين .

يقولُ غوبلز(أكذب...أكذب ثم أكذب , فحتى لو أنكشفت الكذبة سوف يصدقك الناس ), من هو الكاذب ومن هو الصادق , في كلِ جانب هنالك الفُ غوبلز فاللعبةُ باتت سهلة والنجاحُ أكيد والسلاحُ كلمات , كلماتٌ يصدقها من يريدُ أن يصدق أيَ شيءٍ عن الطرف الاخر بغضِ النظرِ عن مدى منطقيتة ما يسمع .

منذُ يومين وأنا استفتي كلَ من أعرف عن (صابرين الجناي ) , قبلَ أسبوع كان هذا الأسم لا يعني شيئا" ولكن اليوم هو يشغلُ عشرات الصفحات على شبكة الانترنت , ردودُ الناسِ جائت متباينة , انبرى البعضُ لحمل لواء صابرين مطالبا" بتطبيق أقصى العقوبة ولكن بمن؟ لستُ أدري , أما الطرفُ الاخر فقد انبرى لنهش لحم المرأة و وصفها بما يجعلُ البشرَ ينفرونَ منها , وها أنا اتفرجُ عليهم من دون إيجادِ وسيلةٍ لوقفِ لمسلسل التعنت الذي لا يتوقف .

لنأخذ كل طرفٍ ونجادلهُ بالتي هي أحسن ؛ سأبدأُ مع صابرين على أنها أمرأةٌ مغتصبة من قبل القوات الحكومية .

صابرين وكما تدعي أمرأةٌ زوجها مطلوب لقواتِ الأمن التي لا يثقُ بها أحد من العراقيين الا الغافل عن واقعها المرير . طرقَ باب منزل صابرين ودخلت قواتُ الأمن وأعتقلتها ثم أخذت الى مكان معين حيثُ تم أغتصابها لمراتٍ عديدة , عادت صابرين المغتصبة والمعذبة الى بيتها ليبادرَ أهلها الذين واجهوا كارثة اغتصاب ابنتهم بأخذها الى بر الامان (الحزب الاسلامي ) الذي يمثَلُ في جمهورية العراق بمنصب نائب رئيس الجمهورية , الذي بادر بالأتصال بالقوات الأمريكية بدل الأتصال برئيس الجمهورية الذي لم نسمع منهُ تعليقا"حتى الساعة, وهذا مايعكس متانة العلاقة داخل مجلس الرئاسة , قام الجيش الامريكي بفحص المرأة وكتب تقريرا"والله الوحيد العالم بما في التقرير الذي لم نرهُ لحد الانوالذي لم يظهرهُ الأمريكان لحاجةٍ في نفسِ يعقوب .

من واجبنا طرحُ تساؤلاتٍ منطقية هنا ,
ماذا يريد الحزب الأسلامي من أثارة هذهِ الضجة ؟ هل الغرض هو وقف الحملة الأمنية ؟ لمَ يبقى الحزب الأسلامي أو جبهة التوافق في حكومة يرفضون كلَ ما يبدرُ منها؟ السنا بحاجة الى حملة أمنية ؟ العراقيون محرومون من الحياة ويعيشون بأسوأ الأوضاع وهم بحاجة الى أيقاف نهر الدم و أخماد نار الطائفية التي تحرق الجميع وهنالك مؤشرات على أحرازِ تقدمٍ نسبي في هذا المجال.

هل الغرض أقناع السنة أن الخطة الأمنية هي خطة لأبادتهم وهتك أعراضهم ؟ ماذا سيجني الحزب الاسلامي أذا توقفت الخطة الامنية ؟ ألن تزداد الامور تعقيدا"؟ سبق لهم ان رفضوا الانتخابات الاولى ثم اذعنوا للامر , عجلة الحياة لا بد أن تدور ولا بد أن نتقدم للأمام لا يمكن التوقف خصوصا" وأننا نموت كل ساعة.

هل بأمكان من عارض الخطة الامنية طرح بدائل واقعية بحيث يقنع الشارع بها ؟

صابرين وكما تدعي تعرضت للتعذيب والاغتصاب وذكرت مسائل معينة وقصة لستُ في صدد تقييمها ولكن من ضمنها الضرب بخرطوم ماء صلد على الفخذ مما يجب أن يترك تورم أو كدمة أن لم يسبب جرحا" في هذا المكان والتعرض للأغتصاب مرات عديدة مما يجب أن يترك أثار لسوائل منوية على ملابسها وفي منطقة المهبل.

سأفترض أن صابرين صادقةٌ في كل ما تقول , جلُ الأمر هو أمرأة تعرضت لجريمة ولابد من فتح تحقيق بالأمر وأعادة الحقوق , لم أسمع عن حل قوات أمن في أي مكان بالعالم لأن أربعة من عناصرها أساءوا التصرف أو أرتكبوا جريمة ولا يمكن أن تستقيل حكومة لأن احد أفراد قوات الأمن ارتكب جريمة , لازال التساؤل مالمغزى من هذه الضجة؟والى أين تريدوننا ان نصل ؟

لننتقل الى الطرف الاخر

هنالك مجرمة فاجرة تتهم ظلما" الأشاوس من قواتنا البطلة !!!!

صابرين مواطنة عراقية أدعت في ظل حكومة يقودها رئيس وزراء يتحمل مسؤولية امام الله والشعب منذ أن ادى اليمين الدستوري , صابرين رغم ايرادها لبعض الكلمات مثل (متعة) لم تذكر انتماءات مغتصبيها الطائفية ولكن أضحى البعض يعد القصة مؤامرة ضد أهل البيت ومحاولة أساءة للعمائم السوداء !!!!

ذكر البعض أن صابرين كاذبة وهي ذات سمعة سيئة وكانت الذراع الايمن ل(منال الالوسي) ! من الممكن التماشي مع بعض هذا الكلام ولكن صابرين ذات الثلاثة والعشرين عاما" كما ادعى البعض وليس العشرين كما تدعي هي , لم تكن قد تجاوزت التسعة عشر عاما" عندما انقضى زمن منال الالوسي , فهل كانت صابرين ذراعها الايمن عندما كان عمرها خمسة عشر ,خصوصا"ان منال قد أفُل نجمها في الاونة الاخيرة ويبدو أن السبب هو تحولها للأستعانة بالاطفال .

يرى البعض أن صابرين وقحة وقد تجرأت بأقوالٍ والفاظ لا تصدر من أمرأة شريفة , حتى لو كانت صابرين غير شريفة هو ليس مبررا" لأغتصابها وحتى لو كانت كاذبة في كل ما تقول ,فأنني أتقدم لها بالشكر لأنها أعطت الشجاعة لغيرها للنطق بهذا الامر , البارحة أدعت أمرأة تركمانية أنها تعرضت للأغتصاب من رجال الشرطة في تلعفر وتم اليوم أحالتهم للقضاء ولربما ان هنالك المزيد, لماذا على المرأة أن تسكت أذا هتك عرضها , أظن ن هذه هي الجريمة , هل علينا أن نستنكرصراخ الضحية ونؤيد ترك الجلاد دون عقاب .

السيد رئيس الوزراء بادر للتصرف كزعيم عصابة يقود ميليشيا تفرض لهُ خطة القانون التي اتمنى لها النجاح من كل قلبي عسى أن يستقر الوضع في بلدي , ولكن كرئيس وزراء كان الاجدر به التحلي بالعقل لا بالرعونة , أولا" يا ابو اسراء إذا كانت صابرين كاذبة دع التحقيق يأخذ مجراه ثم تعاقب هي أشد العقوبة على أتهام مقاتليك الابطال بغير حق , وهنالك أمرٌ اخر ذكر البيان الصادر عن التاسع عشر من شباط(أي بعدَ يوم ٍواحد فقط أو أقل من يومٍ حتى ) أن صابرين لم تتعرض للأغتصاب ولم يذكر شيء عن التعذيب الذي ذكرت الفتاة , ولا أعلم ما لاداعي من تكريم ضباط لأنهم لم يغتصبوا فتاة وكأن الأغتصاب متوقع منهم .حتى لو كانت هنالك مؤامرة والموضوع كلهُ ملفق , هل يعقل أن يكون من لفق هذا الموضوع قد نسيَ تركَ أثارٍ تثبتُ صحةَ أدعاءِه.

ثانيا" بادر أبو اسراء للقيام بحماقة أخرى عندما قرر طرد أحمد عبد الغفور السامرائي من منصبه , السامرائي انتقد الحكومة وهذا متوقع منه ولست في صدد الدفاع عنه ولكن لو قلبنا الاية وكان رئيس الوزراء سنيا" وقام بعزل شخصية شيعية لأتُهمَ بالطائفية فورا" ,فمن حقنا الان أن نقول أن ابو اسراء اعترف بكونه طائفي كما اعترف بها عدنان الدليمي مسبقا" وكلاهما لايصلح لقيادة بلد متعدد الطوائف .

ثالثا" لمَ يتخوف رئيس الوزراء على خطته الامنية , قضية صابرين لا تستطيع ايقاف الخطة الامنية بل هي قضية خاصة تستحق الدراسة ولو أنه تعامل مع الامر بمسؤولية لأثبت للجميع كفائتهُ وأمكانياته .

صدقت صابرين بأدعائها أم كذبت , هي حالة تستحق الاخذ بنظر الاعتبار والتعامل معها بعقلانية هي ليست أول ولا أخر حالة منهذا النوع,ليسَ في العراق فحسب بل في كلِ العالم, ومن واجبنا العمل لأيقاف هذه الحالات ,مازلنا بحاجة لفتح تحقيق للتأكد مما يجري داخل المعتقلات والسجون , وهذا هو ما يجب ان يكترث له الجميع ,لأنَ قوات الأمن إذا استهرت بحقوق الناس لن تُفرقَ بين مذهبٍ وخر..

جلُ الامر ولسوء الحظ أنَا نبحثُ عن أمرٍ لنختلفَ بشأنه وبعد أيام ستظهر حالةٌ أخرى بمسمى أخر وينبري غوبلز كل طرف للنعيق والكذب حتى ظهور الحالة الاخرى وهكذا....

لقد كتبتُ ماهو مذكورٌ أعلاه وذهبتُ لوداع "فرشته", إذ اني راحلٌ الى مدينةٍ أخرى , فتحتُ أنا موضوع صابرين لأرى وجهة نظرها, قلتُ أنا رأيي ولم أكن ارجو الا الحيادية , تمسكت هي للأسف بموقف المدافع عن حكومة المالكي رغم تأكيدها عدم تعاطفها معهم , انا لستُ مع طرف ولكني أرى أن المالكي قد أخطأ أو أساء التقدير على الأقل وأصرت هي على انهُ احسن التصرف , أعلمُ أن كلماتها نجمت عن حرصها على البلد و رغبتها في العيش فيه بسلام ولكن مطالبة رئيس وزراء جمهورية العراق بالحيادية وعدم الانجرار الى وحل طائفية لا يعدُ نوعا" من الحماقة أو البطر.

لستُ سياسيا" محنكا" ولستُ محللا" ستراتيجيا" ولم أقل يوما" أني عظيم , انما أنا شابٌ يشتاقُ الى بلده ولا أظن أن في هذا حماقةٌ أو بطر!
حتى انا الذي أنتقد الخلاف على هذا الأمر سقطتُ فيه ومع من ؟ لسوء الحظ مع
فرشته

Sunday, 18 February 2007

شكرا" لكِ

جاءت كلماتُها مشاهبةً لوصيةِ أُستاذي الفاضل الأخصائي في مدينة الطب في اخرِ ليلةٍ لي في بغداد (حظا" طيبا" ولكن لا تنسَ وطنك, أياكَ ان تكرهَهُ يوما" أو تنكر فضله ). تسألت حينها عمَ يتحثُ هذا الرجل, ألم يملَ بعد , انا ذاهبٌ لأنسى ..ذاهبٌ الى غير عودة .
اما الان فأنا أتفهم هذه الكلمات ,هي تنبعُ من حبٍ لا حدودَ لهُ و عن وعيٍ وبصيرة , هي تنم عن خبرة في الحياة ولربما اني احتاجُ زمنا" لأكتسب هذه الخبرة .

التقيتُها بعد أن تغيرَ ما كنتُ أقول وبعدَ أن أصبح مافي بلدي هو جلُ همِي , لم يكن لقائي بها محضَ صدفة ,إذ أنَ الفضول واحدٌ من اقوى الغرائز وهو ما كان يقودني , كنتُ مستعدا" لرؤيتها وليس للتحدثِ معها , كنتُ أريد أن اتأكد من صحةِ تخميني واذا ما كانت الصورةُ التي قد رسمتُ لها في مخيلتي صحيحةً أم لا.
أتضحَ لي فيما بعد أن حدسي لم يخني, فالصورةُ مشابهةٌ لفرشته , عمرهما متقارب مع اختلافٍ طفيفٍ في الشكل والقوام وتشابهٍ في الهيئة والفكر العام.

لم يكن فضولي ناجمٌ عن فراغ , كان هنالك أمرٌ غريب اردتُ أن افهمهُ , مالذي يدفعُ امرأةً لتقديم المساعدة لشابٍ لا تعرفهُ ولا يهمها أن تلتقيهِ حتى ؟ لمَ تضيعُ وقتها في حل مشاكله وتذليل الصعوبات امامه وهي لن تحصلَ حتى على كلمات الشكر ؟!!

ولكن عندما حدثتها تبين لي الأمر :

تعودتُ ان لا يتجاوزَ حواري مع الشخص خمسٌ الى عشرِ دقائقٍ لأعرفَ توجهاتهِ المذهبية أو الطائفية ,خصوصا" أننا في زمنٍ بات فيه هذا الامرُ جليا", ولكني واجهتُ هذه المرة السهلَ الممتنع , تحدثت عن العراق وعن العراقِ فحسب , تحدثت عن الناس , كان حديثها كما لو كانت أُما" تدافعُ عن ابنها وليست إمرأة" تتحدثُ عن شعبٍ كامل .

كنتُ أنتظرُ أن تخبرني عن نجاحاتها وكيفَ انها بارعةٌ في مجال اختصاصها وأنها فاقت كلَ زملائها , انتظرتُ أن تقصَ عليَ كيف أنها كافحت وعانت لشقِ طريقها وكيف أن من واجبي أن احذو حذوها .
هذا ما تعودتُ أن اسمعهُ من الناسِ هنا , أما منها فلم اسمع سوى كلاما" عن البلد , بلدٌ باتت بعيدةً عنهُ لزمنٍ طويل!! ولكن قبل أن انبهها لهذا الامر بادرت هي بالحديثِ عنه (ربما لو كنتُ هناك لكانت نظرتي للأمور مختلفه , من واجبي أن اقدرَ هذا الامر) فصمتُ أنا وبقيت منصتا",لم يدم اللقاء طويلا" ولكنه منحني الكثير.

من مفارقاتِ القدر أنَ معظمُ الذين أبدوا مساعدتهم لي في هذا البلد هم من النساء ..النساءُ العراقيات ,فمن دعم فرشته لي واسداءهاالنصح المستمر الى ظهورِ هذه السيدةُ وابداء مساعدتها الى مساهماتٍ أخرى من نساءٍ اخريات يجتمعن كلهن على أمرٍ واحدٍٍ هو حب العراق ومحاولة مساعدة ابنائهِ بشتى الوسائل,يجعلني هذا أشعر بأني تلميذٌ في مدرسةِ هؤلاء النسوة يفتحُ هذا الامرالباب على موضوعٍ هامٍ أشعر بالمسؤولية تجاهه ؛هذا الموضوع هو : المرأةُ العراقية .

شاهدتُ تقريرا" يتحدثُ عن النساء العراقيات , يحاولُ التقرير أن يقول أن ظروف العراق قد دفعت نساءهُ لبيعِ أنفسهن في البلدان الاخرى وانهن يضطررن للتفريطِ بشرفهن لكسب لقمة العيش .
لستُ هنا في صدد تكذيب الخبر ففي كل بلدٍ هنالك بائعاتُ هوى وأيُ بلدٍ يمرُ بظروفٍ كالتي مر ويمرُ بها العراق يواجهُ محنةً على الصعيد الخلقي وهذا واردٌ جدا"ولن أرهقَ نفسي بالنزول الى مستوى من يحاول الأساءة للعراق وأهله بهذا الاسلوب إِذ أن نباح الكلاب لن يؤثر في السحاب ونساؤنا أعلى من السحاب.

لكن من واجبي أن اقول أن هذا التقرير ناقصٌ وينظرُ من زاويةٍ ضيقة لعددٍ محدود ويترك الأغلبية .
يتناسى هذا التقرير الاف العراقيات الواتي لا زلن يكافحن لأجلِ البقاء , الافٌ فقدوا الزوج والأخ وثكلوا الولد وأستمروا يربون من بقي ليخرجوا جيلا" جديدا" يخلقُ لنا الأمل , الافٌ تحملوا جور الزمن وظلمَ المجتمع ولم يتوقفوا ابدا", الافٌ تحملوا مسؤوليةِ عوائلهم وباتوا هم مصدر الرزق رغم صغرِ سنهم ,يتناسى الافا" هاجروا وأثبتوا براعةًلا مثيل لها, لم يكلوا أو يملوا لم ينضب يوما" معينهم ولم يقلً عطائهم .

لقد بقيت نساؤنا دوما" في الظلام تبذلُ قصارى جهدها لتديم الحياة في زمنٍ صعبت فيهِ الحياة , تعطي دون أن تأخذ وتمنح من دون ان تُسأل , تمتازُ نساء العراق بأنهن اقل طائفيةً و عصبيةً من الرجال واكثرُ حكمةً و صبرا" ,تتحملُ المرأة في بلداننا ضغطَ المجتمع ومضايقات الشارع وعنجهيات الفكر السائد ,تدفع الثمن اضعافا" إذا أخطأت ولا يحاسب الرجل , تُقتَلُ أذا أتهمت ويوصفُ قاتلها بأحسن الصفات ولا أعلم من الذي أعطاهُ الحق بمقاضاتها ومن الذي اوحى لهُ بأنهُ خيرٌ منها , أسمعُ الكثير من الرجال يتباهون كيف أنهم يفعلون كذا وكذا أذا قلت المرأةُ أدبها أو اساءت التصرف ويجولُ بخاطري أمرٌ واحد عندما أسمعُ احدهم يذكر ذلك : ماذا يجب أن يفعلَ بحقك اذا أسأت انت التصرف؟
يؤسفني أن ارى النساء تأكلُ بعد أن ينهي الرجالُ طعامهم و يؤلمني أن أسمع البعضَ يقول :تصمتُ المرأةُ إذا تحدثَ الرجال. من المشين أن يشكك البعض بكفاءة المرأة وأن تكونَ فرصتها أقل لمجرد أنها إمرأة , وكأن الله قد عاقبها بهذا ويقوم الرجل بتطبيق العقوبة , ما يحزنني ايضا" هو ما ينكرهُ الكثيرون وهو أمكانية الصداقة بين الرجل والمرأة .

إنَ حقوق المرأة ليست هبةً أو صدقةً من الرجل بل هي حقوق أي أن أيَ تقصيرٍ بها هو جريمة لا بد من معاقبة مرتكبها ,اذا كان هنالك حدودٌ على المرأة ان تلتزم بها فهذا يعني أن هنالك حدودا" مشابهة على الرجل أن يقف عندها
لم أرَ يوما" ما يجعلُ الرجلَ أفضل من المرأةِ في شيء وأبسطُ مثالٍ على ما أقول أن الخمسة الاوائل وثمانية من العشرة الاوائل في دفعتي في طب المستنصرية كن فتيات.

لقد سمعتُ قبل فترة عن تصريحٍ لأحدِ العمائم في بريطانيا قالَ فيه (إن الحديث عن المساواة بين الرجل والمرأة هو ليس الا ضربٌ من الحماقة , تبقى المرأةُ ناقصة" ولو نالت الدكتوراه ), على الرغمِ من اشمئزازي منه الا أني اتفقُ مع نصفِ ماقال , فمن الحماقة أن تساوى نساؤنا برجلٍ كهذا , انهُ بالفعلِ اجحافٌ لا ارضاه لنساء العراق .
أن جلَ ما اتمناه أن تفتحَ دوراتٌ تدريبية أو تربوية تعطي فيها النساء في بلدي دروسا" للساسةِ والمعممين فهم بحاجةٍ الى أن يتعلموا كيفية التفكير والتصرف.

ها أنا ذا اشكر هذه المرأة لأنها نبهتني لهذا الموضوع واخذها رمزا" لنساء العراق , يتحدثُ المؤرخون دوما" عن رموزٍ في بلدي , معظم الرموز رجالٌ ,هم قادةٌ فعلا" ولكن أمام معظمهم علاماتُ استفهامٍ كثيرة, يتناسى المؤرخون أن في بلدي رمزا" لا تشوبهُ شائبة و هو بالفعلِ أهلٌ لأن يفتخرَ بهِ على مر العصور , رمزٌ ظلَ شامخا" رغم المعاناة, يمنحني هذا الرمز الأمل بغدٍ اخر ويطمأنني على بلدي فحتى لو بادَ كلُ الرجال هنالك بناةٌ لهذا الوطن..

ها أنا اقوم لأرفع له قبعتي وأنحني ليس للأمل الذي منحني فحسب بل لأنه ذكرني أن لي ما أعتزُ به وأفتخروأُباهي الكونَ بهِ وما ينير حياتي حتى في ليلِ الطائفية الحالك الظلام



لدينا دوما" : المرأة العراقية أما" وأختا" وحبيبة" وصديقة"
شكرا" لها دائما" وأبدا"

Monday, 12 February 2007

هل نقادُ بعقليةٍ عوراء؟

هذا الفيلم
لم أُصدق عيناي عندما شاهدتُه

هنالك دوما" للوقاحةِ حدود , قررتُ أن ادقق الأمر علهُ محاولةٌ لزرع فتنةٍ وأذكاء الضغينة والعداء , بحثتُ في اعمال مؤتمر نصرة الشعب العراقي الذي عُقِدَ في أسطنبول, فأدركتُ أن الحقيقةَ
مرَة ؛ يصر من لسوء الحظ يطلقُ عليه لقب دكتور (عدنان الدليمي) على أن اسم المؤتمر غيرُ صحيح وأنه كان من المفروض أن يسمى مؤتمر نصرة اهل السنة لا مؤتمر نصرة العراق , الا اذا كان المنظمون يعنون به مؤتمر نصرة العراق الشيعي .

يضيف اخر وهو محمد بشار الفيضي مجموعة من جرائم كلها ارتكبت بحقِ أهل السنة في العراق من قتل الى حرق مساجد الى اختطاف وتهجير وما الى ذلك , ويأتي دور ناصر العمر ليوضح معالم الخطر الشيعي والأيراني ليشمل بها العداء لأمريكا وحتى قناةُ المنار الفضائية التابعة لحزب الله ,ويتمادى في قوله ليصفَ الخطر الشيعي بأنهُ أشدُ من خطر اسرائيل!

لقد قرأت قبل فترة أن يوسف القرضاوي اعلن أن على الشيعة أن لا يحاولوا التدخل في مناطق السنة أوكسب ابناء السنة الى مذهبهم وأضاف أن الشيعة عاشوا طويلا" في كنف السنة دون مشاكلٍ تذكر

لستُ هنا في صدد الدفاع عن الشيعة أو الفكر الشيعي ولستُ شيعيا" ولم أكن يوما" كذلك , وليسوا رجال الدين من الشيعة بالشرفاء فكل من الحكيم والصدر وغيرهم ليسوا الا اوباشا" وكلابا" سائبة تحاولُ نهشَ لحوم ابناء شعبي المسكين , ولكن ولغرض الأمانة لا غير , يعلمُ كل الواعيين أن الحكيم والصدر لا علمَ لهم ولا فقه , هم حتى لم ينالوا أي تحصيلٍ علميٍ يذكر . بالتأكيد أن من يجب أن يلام هم اصحابُ العلم , فبالأستناد الى الشريعة الأسلامية: لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون , عدمُ المساواةِ هذه هي في المسؤولية لا بالحقوق , اللائمة تقع في نهاية الأمر على من يعلم لا على الجاهل .

ماذكرَ في المؤتمرِ أعلاه يصيبني بالهلع , هاهم اكثرُ الناسِ علماً بالدين ينهالون بالأكاذيب على من يستمعُ لهم ويغالطون الحقائق الجلية, هاهم قادةُ المجتمع وأصحاب القدرةِ على محاكاةِ عقول الناس وعواطفهم ومن ثم تحريك الشارع يكذبونَ ببشاعة ويحرضون على سفكِ الدماء .

أُحبُ أن اطلقَ على هذهِ العقلية أسم (العقلية العوراء) مع أعتذاري من كريمي العين ولكن ما يقوم بهِ هؤلاء هو النظر دائما" الى نصف الحقيقة ثم التفكير بهذا النصف فقط ولكنهم يرفضون أنصافَ الحلول.

يقولُ الفيضي أن هنالك مايقارب مائتي الف من أهل السنةِ قد قتلوا, من المؤكد أنهُ يستند بهذا الى تقارير المنظمات الأنسانية التي صدرت قبل فترة وترى أن مجمل قتلى العراق منذ الحارب جاوز الستمائة الف مما يعني بمعادلة بسيطة أن هنالك ما يقارب اربعمئة الف شيعي قد قتلوا!!!!!!!!

لستُ من مؤيدي فكرة الرجوع الى من الذي بدأ بأثارة المشاكل فنحنُ نريدُ حلاً لمصيبتنا , وهذا لن يساعدَ في شيء , ولكن ألم يكن الأجدر بكم ياحثالة البشر أن تسعوا منذ البداية الى حقن الدماء ووقف الفتنة التي وصلت أوجها الان.
ألم يكن من الأفضل لو أنكم دعوتم منذ البدء الى وقفِ عمليات القتل الجماعي التي كانت تحدث بموازاة ما أسميتموه بالمقاومة.

سأذَكرُ الجميع بأمرٍ واحدٍ عشناهُ جميعا" :عندما ثار مقتدى ومن معهُ للمرةِ الأولى عام 2004

كانت هيئة ما يسمى بعلماء المسلمين أول من ساندهُ رغم يقينهم بمستواه وطبائعه ورغم علمهم بأن لا صلةَ للدين به أو بمن معه , أذكرُ جيدا" أن ائمةِ المساجد كانوا يدعون لهُ صائحين (الشيخ المجاهد) , واضحى اليوم المجاهد عدوا"!!.
هل كان هذا الدعم نابعٌ من روحِ الأخوةِ العراقية أم من حلمٍ بأثارةِ الصراع بين ابناء الشيعة؟!
سأدعُ ما في العراق جانبا" لأنتقل الى نقطةٍ اخرى الا وهي موقف الجميع من الخطر الشيعي ولنأتي لها تدريجيا":

انا من الذين لا يحترمون الخميني ولا يأيدون الدولة الأسلامية أو ولاية الفقيه وأضحيتُ باغضا" لكل العمائم على أختلافِ ألوانها ولكن أذا أردنا أن ننظرَ للأُمورِ من وجهة نظرٍ دينية فعلينا أن لا ننكر أن الخميني قاطعَ ولو ظاهريا" إسرائيل التي يعدها الجميع عدونا الأول والتي تذبحُ أخواننا الفلسطينين (على فرضِ وجود الأخوة) ,لا بل وأعلن عدائهُ لها و لأمريكا وحورب من كليهما ظاهريا" على الاقل,انا ايضا" من معارضي تدخل ايران أواي دولة في شؤون العراق ولكن و بحسبِ معلوماتي المتواضعة فأن ليس للقومية أيُ اثرٍ في الدين إذ لا فضلَ لعربيٍ على أعجميٍ الا بالتقوى, الا اني اسمعُ الجميع الان يتحدثُ عن الخطرِ الفارسي , لماذا على الفرس أن يتقبلوا حكم العرب لهم وليس لهم الحق في أن يحكموا العرب؟!! هل هذهِ هي عدالةُ الدين ومساواتِهِ؟ ولماذا يعتبرُ الأسلاميون الحكم العثماني رغمَ كلِ مساوئهِ أستمراراً للخلافة الأسلامية ؟ اليسوا أعاجم أيضا"؟ لماذا يحقُ للعرب أن يقاتلوا في البوسنة وأفغانستان ولا يحق للأيرانيين التدخل في العراق؟


أعلم أن النظام الأيراني قام بتعذيب اسرى العراق وبأيدي الحكيم وأزلامهُ ولكن صدام الذي تباكى عليهِ الكثيرون وعدوهُ رمزا" قد أستشهِد , لم يبدِ يوما" اهتماما" بأسرانا وتركهم قابعين في السجون الايرانية لسنواتٍ طويلة .

الاهم من صدام والنظام الايراني هو ما قام بهِ حزب الله من تحرير الاسرى اللبنانيين والمطالبة بالأسرى الفلسطينيين , لم أسمع نصرالله( الشيعي) يوما" يتحدثُ عن الاسرى الشيعة, بل على العكس هو حتى هذا اليوم يتحدثُ بلغةٍ وحدوية . اليسَ من واجب الجميع أن يبدي أمتنانهُ لما فعلهُ حزبُ الله عندما وقفَ بوجهِ اسرائيل حتى تم تحريرُ الجنوب اللبناني, اليسَ حزبُ الله مؤسسةٌ شيعية ؟!!ولم أسمع القاعدة "يوما" تمتدح أفعال نصر الله أو حزب الله أو تعدُ ما يفعلون جهادا!

يقولُ عبدالله النفيسي أن على العرب ان يتوحدوا لنصرةِ اهل السنة الذين يبادون في العراق , أتذكر جيدا" لقاء النفيسي مع أحمد منصور على قناة الجزيرة قبل ثلاثِ سنوات عندما قال بأن السنة اقلية تعيش في أرض جرداء في العراق مما أثار سخط محمد عياش السامرائي الذي هاتفَ البرنامج واتهم النفيسي بالتقليل من شأن السنة ومناطقهم .

أذا كان الاسلامُ وكما يصرُ رجال الدين على وصفهِ دينٌ يمثلُ الفطرة السليمة ويضمنُ حقوقَ الاخرين فلم نخشى رأي الاخر ونمنعه؟الم يقل الأمامُ الشافعيُ يوما" (رأيي صوابٌ يحتملُ الخطأ وأيُ غيري خطأٌ يحتملُ الصواب).
لماذا لا يدعو رجالُ الدين الى إِتباع مبدأ أبن ادم عندما رفض قتال اخيه (لأن بسطتَ الي يدك لتقتلني ما أنا بباسطٍ يدي اليك لأاقتلكَ إني أخافُ الله ربَ العالمين).
هل اضحوا يعتبرون هذه الأفكار غير عملية , وإذا كانوا يعدونها كذلك فما الذي بقي من الدين ؟!!

ألم يكن الشيعةُ محاربون على مدى التاريخ من كلِ الحكام والخلفاء ؟ لماذا يهمشُ دورُ ائمتهم في التاريخ رغمَ الأقرارِ بفضلهم وعلمهم؟ لماذا يعجزُ الجميع عن احترام معاناة الاخر والامه .

هل علينا بعد هذا كله أن نلوم الشيعي البسيط أذا تعصب لمذهبه مع الاخذ بنظر الاعتبار حجم المعاناة التي يعيشها

لقد تعرض قبل فترة وجيزة شخص يدعى :حسين علي عبدالحسين الى التعذيب والاهانة على طريق موصل_سوريا امام أعين زوجتهِ واولاده , كانوا على وشك اخذهِ معهم عندما ركعت الزوجة صارخةًً (خذونا معه ماذا سنفعلُ في هذه الحياة من دونه ,لنمت سويا"كما عشنا), تركوه بعد ان احطوا من كرامتهِ .

السؤال المطروح :ماهو شعور هذا الشخص ,كيف ينظر هو واقاربه وكل من يمت لهُ بصلة الى هؤلاء وكلُ من يساندهم أو يدافعُ عنهم , اليس الذي يتحدث بأسمهم يقول ببساطة (لا قيمة لك ولا كرامة ) , ماذا علينا أن ننتظر منه ومن ابنهِ الحدث ؟ كيف سيفكر هذا الطفل؟ هل سينتظرُ اليوم الذي تسنحُ فيه الفرصة للأنتقام لكرامةِ والده ؟
وبالتأكيد أن الشطر الاخر للسؤال هو ماذا يشعُر السني الذي واجه نفس الموقف وكيف اضحى يفكر؟ على سبيل المثال أضطر جدي الرجل الذي جاوز السبعين الى ترك بيته في البصرة ومفارقة عمِي وأولاده بعدأن تم طردهم من منطقة سكناهم .
هو حاقدٌ الان ويشعُ طائفية ولكن هذا لا يعني أن ما واجهه هو أسوأ مما واجههُ من سواه , هو لم يهن ولم يعذب وقد واجه الناس من الطائفتين ما هو أسوأ.

ماذا بعد؟ ماذا سنخسر ؟ وماهو الأسوأ الذي نخشى؟هل سننتظرُ اللحظة التي نقتلُ فيها ونُقتل لمجردِ القتل , أعتقد أنا نعيش هذه اللحظة الان فما هو الأسوأالمنتظر؟

كيف يمكن لامرءٍ عاقلٍ بعد هذا كله أن يحترم شرذمةَ من نسمي (رجال الدين)

في عالمٍ وصل فيه الأنسان الى التعمق في الهندسة الوراثية والاستنساخ الجيني وعلوم الفضاء ,في زمنٍ بات السباق في التكنلوجيا النووية على اشده,في زمنٍ يحتلُ فيه وطنٌ ويفقدُ ابناء شعبنا ابسطَ معالمِ الحياة؛ في هكذا زمن لازلنا نختلفُ على مسح القدم ام غسلها عند الصلاة!!
ينغمسُ أبناء الشعب العربي في مناقشةِ أمورٍ لم تُحل منذ اربعة عشر قرنا" من الزمن , لتتحول اتفهُ المسائل الى مسئلةِ حياةٍ أو موت الى نكون او لا نكون.

انا لا استغربُ ما يفعلهُ هؤلاء المرتزقة فبلا هذه الفوضى يُركنونَ على الرفوف و يضحون بلا قيمة , إن ما يفزعني هو أن ينحدر العقلاء والمتعلمين من أبناء شعبي في هذا الوحل . واجبُ من قد نالَ تحصيلا" علميا" أن يرد الدَينَ لهذا البلد بمساعدةِ أهله , أن يحاولَ تصحيح المفاهيم الخاطئة وأن يفهم الناس بأن للبشر حرية المعتقد على أن يحترموا مشاعرَ الاخرين ومعاناتهم .
من منِا على صواب ومن على خطأ ؟ كم من الناس قد قتلوا لأجابةِ هذا السؤال؟ وكم سيقتل بعد؟ وكم من الناس يجبُ أن يقتل لأثبات صحة الأجابة ؟وماذا سنكسب عند الوصول للأجابة الصحيحة ؟

ليس من المعقول أن يمشي من قد نال العلم وراء صيحات الجهلاء , ليس من المقبول أن نضع النقاب على عقولنا ونرفضَ صوت المنطق , إن نفق الطائفية حالكُ الظلام ونهايتهُ مسدودة بكمٍ هائلٍ من جثثِ الأبرياء .

تأتي لحظاتٌ يخالُ لي فيها أن الحل بسيط وأن الأمل موجودٌ , أتهيأ أن كلُ ما في الأمر هو أن نغمض أعيننا لوهلةٍ ليست بالطويلة , نفكرُ خلالها بالاخرين , بمعاناتهم , نعيشُ هذه المعاناة , نضع أنفسنا بمكانهم ونفكرُ بطريقتهم , نحسُ بما يحسون , نتخيلُ أُما" تبكي إبنها ثم نضع صور أمهاتنا مكانها .

إني ولسوءِ الحظ لأعجزُ عن أيجادِ حلٍ اخر واتمنى أن يسعفني الغير برأيٍٍ أخر أن كان لديه

Sunday, 11 February 2007

كلمة من المعجم

انطلاقا" من حرصي على لغتي العربية ؛ اللغة الأم , لغة الاباء والاجداد واللغة التي تجمعنا مع الشعب العربي الأبي (شعب الله المحتار ) , قررت أن أخذ احدى مفرداتها واتناولها بالتفصيل الي أن شاء الله ما يكون ممل , ووجدت ان هنالك لفظٌ بات واردا" في ايامنا هذهِ فوقع اختياري عليه . إنَ هذا اللفظ هو "علآس" وهو صغية مبالغة مشتقة من الفعل "علسَ" بمعنى :مضغ بقوةٍ , وأسم الفاعل منهُ "عالس " وهذا فد واحد قام بالعلس مرة واحدة , اما اسم المفعول فهو"معلوس" وهذا ؛ امه كاعده تدك وتلطم وباقي الأهل في حالة من اثنين ؛ اما محظوظين فيكونون كاعدين يبيعون حالهم ومالهم حتى يدفعون الفدية وأما بختهم اسود وناصبين جادر الفاتحة .

إن عملية "العلس " للذين لم يسبق لهم التعرف عليها ؛هي ببساطة ارسال معلومة من فد خوش ادمي الى مجموعة تزخر بالخوش اوادم من قتلة ومجرمين عن فد ابن خايبة , تبدأ بعدها حياة ابن الخايبة بالتحول الى جحيم .فهي عملية لا تتطلب مجهودا" كبيرا" ولكنها تدر مالا" وفيرا" على ممارسيها .

و عملية "العلس" مرتبطة بحياتنا منذ وقت ليس بالقصير , اذ اذكر اننا عندما كنا صغارا" وبسبب الحصار وعدم توفر انواع اخرى من المكسرات كنا نعلس حب شمسي , طول الوقت نشتري من حانوت المدرسة حب شمسي ونفتر بالساحة ونعلس .

لما كبرنا ؛ كبر العلس ايضا" ودخل افاق اخرى الا وهي الحب والغرام , وكان كل يوم واحد من اصدقائنا يروح يصارحله وحده ويرجع معلوس يعني مضروب بوري ابو الانج ونص واحيانا" يكو هناك فد ولد حباب راح للبنية وقام لدوافع اخوية بحته ب"علس" صاحبنا الذي كان عادة" ما يسلك احد طريقين , اولهم هو الانصياع وراء نصائح اصدقاء الخير وابناء الحلال والتي تقضي بأن أفضل طريقة للنسيان وتجاوز الأزمه هي المباشرة بشرب العرك انطلاقا" من الأهزوجة المعروفة " المايشرب عرك ما عنده شخصية" ويعود صاحبنا بعد حين ليردد "بيرة وعرك جريت حسبالي انساك ...كل ما أجر البيك بالمزة الكاك" , الطريق الثاني كان يتمثل في البحث عن اخرى او أعادة المحاولة لاحقا", والله كريم .


مع زوال النظام البائد ودخول بلدنا العزيز المرحلة الهامة , مرحلة الحرية والديمقراطية , دخل العلس حياتنا من اوسع الأبواب , وازدهرت هذه المهنة لتضحي واحدة من اقوى المهن وأهمها ويفرض صاحبها احترامه على الاخرين والي .ما يعجبه خلي امه تفصللها كم ثوب اسود لأن راح تحتاجهم .

لغرض الأمانة في نقل الحقيقة ؛علي أن أذكر أن فكرة "العلس" كانت موجودة في مجتمعنا رغم عدم اكتسابها نفس التسمية , حيث لم يقصر كل من الرفاق البعثيين وعناصر الأمن العام والأمن الخاص والمخابرات وغيرها من الاجهزة الامنية في علس كل من تسول له نفسه الأساءة الى ابو الليثين أو التقصير في احدى المهام الموكله للفرد وذلك من خلال كتبة التقاريرالي تدز الناس تسعة بأسود.
ويروى أن احد الرفاق الأشاوس من طلبة كليتي قام بكتابة تقرير علس من خلاله ابوه المتواني في خدمة الوطن وحصل هو على ترفيع في الدرجة الحزبية, وبصراحة هيجي اب يستاهل , أولا" مو وطني ما فيه الكفاية وثانيا" ما عرف يربي ابنه .

بعد الحرب كما ذكرت نشط العلاسون واصبحوا في كل مكان يهيمون , حتى ان واحدهم صار يدخل للمحل بحي الجامعة ياخذ الموبايل الي يعجبه ببلاش وابو المحل هو الممنون ؛ اي قابل جايز من عمره !!!

وأخذ الموضوع يتسع وهذا طبيعي و معروف للجميع , غير الطبيعي هي الأخبار التي اسمعها عن الأطباء في العراق وما يواجهون نتيجة نشاط اخواننا العلاسين , قبل ايام اتصل بي اسامة , هو هسه بالأردن يفتر بالمولات يدور بنات , شكو ماكو شاخبارك ؟ كانت هذي اسألتي المعتادة "راح اكلك فد شي بس خلي بيناتنا" هو رد علي , كتله " كول ابو"
" كل عائلتنا خايفة من ابن خالتي " , انا جاوبت " ليش؟!" , " احنا شاكين بيه علاس , وحتى خوالي خايفين " , ببساطة خالة صاحبي متزوجة واحد من غير مذهب قبل تلاثين سنة , هسه قرر ابنها ان ينتقم من باقي العائلة لأنهم يتبعون غير ملة وهذا ما أسميه (صلة رحم), بالمناسبة الولد كال خليها بيناتنا موتكولون لأحد ترى هذا سر.
في نهاية المطاف الموضوع عائلي ومو من حقنا نتدخل .

قبل يومين اتصل صديقي اللاخ من سوريا " ها شلونك شنو دتسوي ؟" كالعادة هذي اسئلتي " والله كاعد وساكت" وللعلم ؛ كل الخريجين الجدد كاعدين وساكتين , المهم الولد سألني "اكلك:تعرف فلان و فلان ؟ شفتهم البارحة هنا" " اي طبعا" اعرفهم , هذولي اثنينهم مقيمين اقدمين باليرموك واحد سنة اخيرة بورد جراحة واللاخ سنة اخيرة بورد كسور, شنو ديشتغلون بسوريا لو جايين ديتونسون؟ " , " وين يشتغلون يمعود ؟ اثنينهم عافوا البورد وكاعدين هنا ربات بيوت , اليرموك كلش مو زينة وصايرين يسموها منطقة العلاسين "
طبعا" حمدت ربي وشكرته لأن معدلي عند التخرج كان ناصي وما فد يوم فكرت بالبورد , بس تحسرت على كل الشطار الي ديتراكضون خايفين من العلس , واحد منهم صديقي أخصائي الجراحة الي أنعلس وأضطروا اهله لدفع فدية وبعد ان تم تعذيبه , اطلق سراحه وانطرد هو وأهله من العامرية بهدوم العليهم .

طبعا" تأثير العلاسين ليس محدودا" بالأطباء فحسب ولكن كل عراقي شريف هو مشروع علسة عاجلا" ام اجلا"

سأكتفي بهذا القدر عن كلمة اليوم "علاس" حتى التقيكم في كلمة اخرى من معجم الموت العراقي ادعو الله ان يكفينا واياكم شر العلاسين وأن لا يجمعنا معهم يوم القيامة . وأن لا يجعلنا من المعلوسين في الدنيا والاخرة .
وفي الختام هذه القصيدة لأحمد مطر كفيلة بوصف واقع العلس في مجتمعنا

الناس للناس
أم عبدالله ثاكل....مات عبدالله في السجن ....و ما أدخله فيه غير تقرير عادل ...عادل خلّف مشروع يتيم ....فلقد أُعدم و الزوجة حامل....إذ جاء في تقرير فاضل أنه أغفل في تقريره بعض المسائل....فاضل إغتيل...و لم يترك سوى أرملة… ماتت و في آخر تقرير لها عنه إدّعت أن التقارير التي يرسلها… دون توابل....كيف ماتت ؟...بنت عبدالله في التقرير قالت أنها قد سمعت في بيتها صوت بلابل !إنها جاسوسةٌ طبعاً…و جاري فوضويٌ و شقيقي خائنٌ و ابني مثيرٌ للقلاقل !.....سيموتون قريباًحالما أرسل تقريري إلى الحزب المناضل.....و أنا ؟بالطبعِ راحلْ.بعدهم… أو قبلهم ....لا بد أن يرحمني غيري بتقرير مماثلْ.نحن شعبٌ متكافلْ !

Monday, 5 February 2007

There is a Hope

I’d like to thank Bent AL-Basrahfor sending me this video , I received it a few days after the match , I knew the results and I was informed that our team had left the champion , yet I reacted as reliving the moment.

I found myself clapping and shouting with people (Hijia, Hijia ), maybe it’s insane to do such a thing, but, I did.

With the second video, I couldn’t control my self, the man that was talking when the lady said “Bahrain has won “I was shocked like him, I passed through horrible feelings when he pronounced, “we’re out” I couldn’t control my tears when the lady started talking about Iraq, yes, she is right, sadness is for everything in Iraq, Iraq is not like that and we are not like that.

I met an elderly lady in a hospital a few days ago, we conversated, then I recognized that her accent is familiar, “Excuse me; where are you from?” I asked, “I’m Iraqi, and I know you’re also Iraqi”, she hasn’t seen Iraq for 32 years, but behaves like someone that has left recently; she hasn’t even met her family since leaving Iraq. However, she was speaking about Iraq with warm emotions, like somebody that has lived there and has experienced the suffering of living there.

I used to think that when we live away for a while we change; it seems that I was mistaken; this love is of a special type which grows up and never stops.


I can appreciate how people feel there; by all the means it’s horrible. We had to suffer a mockery of life instead of living a normal life.
To live without electricity, to live with poor water supply, to suffer the lack of fuel for cars and generators, to be forced to leave our area or watch your neighbors being forced to leave, to receive a threat that you should destroy your life or you’ll loose it, and to hear that somebody you like was killed for no reason, is not a living.

No one can stand such things. It’s like being between life and death, life with sufferance or suffering death. Who stays there might be depressed and start hating everything in his “life”.

When I left Iraq, I thought that I hate everything about it and I would never think about it anymore, I used to see nightmares everyday, flashes of people kidnapping me and killing me were enough to wake me up at midnight.

I used to argue with Firishteh, telling her that she should never think about Iraq, she should hate it; she was always against these ideas.

I felt sorry for her, she still likes it and wishes to go back, and I felt that I had to wake her up, to save her and to clarify how bad it is there.


I was arguing with her once when I got angry and shouted “I lost my whole life there, are you ready to live under the control of turbans? Are you ready to be forced to wear a headscarf? To be deprived from the right of singing or listening to music?”
She replied with one word “Yes” her eyes were filled with insistence and sadness, anger and pain were expressed on her face when she kept saying “are you talking about age? How old am I? When will I go to live there? Should I go when I start using the wheelchair?” I couldn’t reply.
When I thought about it, I realized that she was right, I’m ready to live here, but am I ready to die here?!

Instead of correcting her mentality, my mentality has turned upside down, I started thinking about it, I know how terrible life is there, but, I can’t stop missing it.

I have to admit that living away from home is good, but not for my whole life, everybody needs to learn and earn, yet, we can’t stay away forever.

I’ve been to a cemetery in England, it green like a paradise, yet, I couldn’t imagine myself being buried here; I prefer a hole in our desert, buried beside my people.

The videos above gave me hope, we all love Iraq, we have something which unites us, everybody was sad for the loss, they were blaming the coach and the referee, and no one mentioned the sectors of the players or their origins. Still most Iraqis love Iraq, they love its name, its trees, water and air, they love their dialect their food and their songs, and they love their history and their geography. It’s a type of madness which is obvious even if we try to hide, deny or refuse.

At the moment; I’m not going back, but, one day I will, all that I wish for is to gain something worthy, with which I can help my country, many people had that dream and most of them couldn’t achieve it , yet I have it and I have the hope to go back.


Wherever I go, I have something inside my heart, something I’m indulged with, it makes me suffer, ruins my mood and makes me lost, I wish it stays with me forever, to suffer it is better than living without it , it’s in simple words missing my home;
I miss Iraq