لقد اعتدت ان اجادل الناس ,فما من موضوعٍ نوقش معي الا واخذت وجهة النظر المغايرة لمن يناقشن وتعلمت ان اراوغ واتلاعب بالالفاظ
حتى لا اخرج مهزوماً ابدا.بعد ان ناهز عمري الربع قرن قررت ان التفت الى ماخلفي فأنظر لما كان.
اولى افكاري كانت سلفية ,فأنا اعلم انه لايصح الا الصحيح وقد اقتنعت حينها ان لا صحيح الا باتباع الرسول(ص) وأتباعه من السلف الصالح وما خلاف ذلك الاكفر حيث انه لا توجد حلولٌ وسطى او بالاحرى لم اكن اؤمن بها
.
بعد عامين اوثلاثة ادركت ان هذا المنطق سخيف وأن السلفية ليسوا الادجالين وتوسعت هذه النظرة مع السنين لتشمل كل رجال الدين ولربما معظم المتحدثين به.
على اية حال ,انا لم اترك ديني ولا عباداتي ولكني كففت عن ارتياد المساجد ومخالطة المتدينين .
,مع ذلك بقيت اظن ان الدين اساس للخلق الحميد,معتقداً ان لاخلق بلا دين ولكني تيقنت لاحقاً ان العكس هو الصحيح.
على اية حال,بعد طول معاناةٍ من جراء الحصار ومراقبة الام الناس ومن ثم الاحتلال ونهب بغداد ,فالارهاب والفساد وتغير اخلاق الناس .
امنت اني اكره شعبي وامقت بلدي واني اريد تركه الى غير رجعة,فلاشوقٌ ولاحنين ,خصوصاً بعد ان مات قلبي من كثر معاناة العراقيين.
وجاءت اللحظة المنتظرة وهجرت البلاد ,ووصلت الارض التي حلمت ان احيا فيها ورسمت لها صوراً في مخيلتي ,وعلي ان اقر اني وجدت ما حلمت به تقريباً,معظمه ان لم يكن كله.
وقررت ان اتحاشى ابناء جلدتي ,لاءني ظننت اني سئمت الجدال والنقاش خصصوصا"مع ابناء شعبي فالنقاش دائما" عقيم وانا لم اعد ذاك الذي يهوى الجدال فقد ناقشت امورا" حتى تصدع رأسي.
وفي احد الايام ارسلوني الى مكان ولو علمت ان فيه احدا" من قومي ما ذهبت . وهناك التقيت "فرشتة " كما يحلو لي ان اطلق عليها عندما لا تكون موجودة ,و"فرشتة" لفظٌ فارسي معناه "ملاك".امرأة راقية خلوقة ومحبوبة الى ابعد حد , وتكبرني بأكثر من عقد من الزمن . في باديء الامر ظننت انها مثلي لا تحب البلد ولا شعبه .ظننت انها مختلفة ولربما باردة كما القوم الذين نعيش معهم .
ولكن قبل ايام اغتيل صديقي في العراق ,احسست بمرارة والم ,واخبرت "فرشتة " وقد ظننت ان الامر لن يعنيها .
هنا كانت المفاجأة :احسست بشوق للبلد واهله واحسست بأن مكاني ليس هنا بل هناك ,واشعر بأني لست بأفضل من ابناء جلدتي الذين يسقطون كل يوم .الاغرب من هذا ان "فرشتة " التي ظننت انها لا تبالي كتبت لي عن صديقي ,احسست بفرحة وسط الامي ,فهنالك من قدر مجهود ذلك الطبيب الشاب رغم انه لم يره ووصفه بأجمل اسلوب ,واتضح لي ان تلك المرأة التي ظننت انها نسيت بلدها واهلها ,تحس بهم لا بل تحس بهم اكثر من سواها واكثر من ساسة البلد ورجال دينه . احترت كيف اخبرها اني فخورٌ بها واني اعدها قدوة زرغم ان فرشتة ليست متدينة ,. وايقنت ان البلد واهله في القلب اينما حللنا وارتحلنا وولي للدين علاقة بالامر ولاحتى بحسن الخلق,فلا انا قد نسيت ولا مشاعري ماتت ,.
كيف تغير منطقي فجأة ,وكيف احب من ظننت انني اكره ,كيف اشتاق لمن وددت فراقهم وتمنيت نسيانهم .
والان هنالك مايصرخ في داخلي .....سوف اعود
لقد تغيرت كثير ا"
هل سأتغير في المستقبل ؟؟؟
لست ادري.....
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
3 comments:
I liked that. So true, not all devout people have good manners. Your Arabic is super, nyalek.
Hi,
thank you Chikitita for visiting my site, I know that not all devoted people are good, but now I'm quite sure , keep in touch
You know. I think it's better to leave judging what goes on inside people's hearts to the one who created them, after all to err is human no?
Post a Comment