Saturday 24 November 2007

ﭽا وين أهلنا؟

خرجتُ البارحة لأتمشى في لندن بعد فترة اعتكاف بيتي قاربت الثلاثة اسابيع, تجولت في الشوارع و فرجتُ على الناس, تمنيتُ أن أرى في بغداد ماهو موجودٌ هنا.
أثناء التجوال أخذت إستراحة قصيرة في أحد المقاهي التي تزدحم بالعراقيين؛ و انا أشرب العصير رأيتُ رجلاً كبير السن أتى و القى التحية و احتل الطاولة التي بجانبي بعد قليل أتى آخر(لابس قمصلة)
و بدأ الحوار
أبو القمصلة: هلو كاكا, شلونك؟
الأول: هلا بالسيد...
ابو القمصلة: كاكا شلونه وطنكم, إستقليتوا لو بعد؟ و الله أنا أحب الأكراد و أتمنى يستقلون بدولة بوحدهم, إن شاء الله ياربي تحصلون دولتكم المستقلة عن العراق.
الكاكا: و الله سيد, أنا أحب الأكراد مو لأن انا وطني بس لأن خطية مظلومين و أنا طول عمري مظلوم, فأحبهم.
أبو قمصلة بعد أن جلس: أي كاكا شكو ماكو؟
الكاكا: و الله ماكو شي., بس شو باردة الدنيا حيل
في هذه الأثناء مرت بنت شقراء بتنورة قصيرة جداً

أبو القمصلة مقاطعاً : أوووووووووف بوية بوية بوية, انا أريدن من هي, ي والله كاكا , أريدن كون هيج وحدة و تكون متدينة, يعني مو إلا كلش متدينة بس كون تخاف الله.
كاكا أنا حظي فكر, رحت خذيتلي هالمعيدية من الهور, لا فاكة عني ياخة و لا خالتني أشوف دربي, هسه دعوفيني خل أتزوجلي وحدة ثانية بلكن الله يوفقني و أرتاح شوية.
قهقه الكاكا ضاحكاً
ابو القمصلة عاد للحديث: و الله يا كاكا أنا ابتليت على عمري يعجبني أرجع للعراق بس أولادي صاروا هنا و بعد ما أكدر.
مرت النادلة وهي ترتدي تيشيرت ربع ردن مكشوف من جهة البطن
ابو القمصلة: كاكا؛ هي مو باردة الدنيا, جا هاي ما كلولها حرام ما إستحت , أدري بوية غطي روحج, لو يكلولها ذاك الشي هم تنزعة و لا تكول عيب و لا حرام.
الكاكا: هاي ما تعرف حرام سيدنا.
ابو القمصلة: اكول كاكا ...ذاك الكاعد هناك مو بعثي ؟ شجاي يهرت براس الفيلي الكاعد كدامه؟
الكاكا: سيد هذا الفيلي لا تخاف عليه, ملون و ملعب و يعرف يداري مصلحته.
ابو القمصلة: اي كاكا ؛ هاي ناس ما تعرف شي غير المصلحة؛ ذاك اليوم كتله ل(فلان) ؛ انت لو عندك دين ما تشتغل ويا اياد علاوي, بس شكو عليكم السعودية تنطيكم فلوس و ترجع ليورا
اي هاي كلها بأسم العروبة وتالي يكتلون بالشيعة و يبهذلوهم.
الكاكا و هو يبتسم بخبث: ذكرتني بالعروبة, سنة 1967 كلولنا العروبة و العروبة و احنا على مشارف تل ابيب تاليها حتى السويس راحت.
ابو القمصلة: كاكا كول الحمد لله و الشكر هذولي العرب ما انتصروا بال 67 و الله لو منتصرين كان ما بقوا بيكم واحد, كان يكولون اكو كردي بعد.
في هذه الأثناء مر رجل آخر بس لابس قبوط: السلامُ عليكم
ابو القمصلة: هلا سيد شلونك بوية؟
(أبو القبوط همين سيد)
ابو القمصلة: سيد انت شكو عليك , بس تروح للعراق و تقابل السيد تحصل يا وظيفة تريد.
ابو القبوط سحب كرسياً و جلس
شلونكم شأخباركم
الفتاة الشقراء مرت من جديد
ابو القمصلة: بوية بوية بوية... سيد أنا اريدن من هاية, هيج وحدة ترد بيه الروح, بس اريدنها شوية متدينة
ابو القبوط: سيد ما ترهم لو هاي لو ذيك ما ينجمعن ثنينهن بوحدة.
ابو القمصلة: لا سيد انا اريدهن ثنينهن سوا, شوفها... شوفها شلونها ؟
ضحك الجميع

ابو قبوط: شلون الوضع بالعراق؟
ابو القمصلة: ممتاز وداعتك
ابو قبوط: بس سمعت اليوم اكو تفجير بسوق الغزل
الكاكا هز رأسهُ مؤيداً
ابو قمصلة: اي فجروا العصافير والحيوانات
ابو قبوط: اي مو كلنالهم لا يبردون ..ابقى أفتش زين و ادقق
الكاكا: هذا شورجة كببر ما ينلزم
ابو قمصلة: ميخالف شوي شوي..قبل كان يومياً معدل 130 شيعي ينذبحون هسه يومياً 30 أو أقل ميخالف لازم نضحي ..بابا الدولة دولتنا صارت, وداعتك هسه لو تروح للعراق أكبر مسؤول تكدر تقابله بفترة قصيرة بس كول مسألة ملحة و ضرورية.
حتى أبو إسارء تكدر تشوفه, و بس السيد يوقع عالطلب مالتك بعد هاي هي أمورك مشت.

أبو القبوط:لعد شو بس انا رئيس الوزراء وقع على معاملتنا و ما مشاها خضير؟
ابو القمصلة: يا خضير؟
ابو قبوط: خضير الخزاعي...
ابو قمصلة: وزير التربية؟! لك هذا إذا المالكي يعطس هو هم يعطس ..ذولي حكومة وحدة شلون ما يمشيها؟
ابو القبوط: والله هذا الي صار...ابو إسراء وافق نتحول على الجامعة و نمنح إجازة دراسية لحين إنهاء الدراسة هنا, بس وزير التربية ما مشاها.

ابو قمصلة: و هي شنو إنهاء الدراسة غير منا لحد ما تكمل الدكتوراة يعني فد سنتين تلاثة؟
لا تدير بال, بس انطيني مجال و انا ادبر رقم تليفونه و إن شاء الله خير,
حتى اذا مو رقم تليفونه شخصياً ,رقم مسؤول الحماية مالته, ونشوف السالفة وياهم.
وداعتكم انا يعجبني ارجع للعراق, احب العراق , احب اهلي بس ولدي تلاثتهم بالجامعات شسوي خو ما أدمر مستقبلهم, و انا ما أكدر أعيش بعيد عن اولادي, عندي واحد منهم اعز من الف عراق.
ابو قبوط: عمي مو انا مشكلتي ؛ المدير العام مالتي..
ابو قمصلة مقاطعاً: أخاف بعثي؟
ابو قبوط: اي هو كان قبل بالستينات, و من سيطروا ظل يتمسح بيهم و يبوس الكتاف
ابو قمصلة: اي هنا السالفة؛ أخي واحد كان هيج ما المفروض يحطوه بمنصب هذي ناس ما تصلح, الدولة هسه مالتنا بعد.
هنا مرت فتاة شقراء أُخرى
أبو القمصلة: أووووووف بوية , شوفوها , انا أريدن من هاي, كتللها لمرتي أريد أروحن للمغرب مثل باقي الرياجيل و اسوي أشكال و أرناك, بس جاوبتني (هسه على اساس شكد عندك أرناك).
باوعها و لا باوعتلي, يمكن كالت لو بيك خير ما كاعد و يا الكردي, الأكراد لو بيكم خير ما ضربوكم كيمياوي.

أبو قبوط مشيراً الى مجموعة رجال في الطرف الآخر من المقهى: أكوول هذا الكاعد هناك منين؟ هذا ابو المناظر؟
ابو قمصلة: أهو هذا فلسطيني, هو دكتور بس فلسطيني, نطوه الجنسية العراقية و كام يشتغل و يا السفارة, يمعود هذا كان كله ويا المخابرات شغله و هنا يأمر و ينهي.
مو هو هذا الغلط, بلدك الغريب يتحكم بيه.

ابو القمصلة مخاطباً أبو القبوط: انت مو تعرف جماعة بالمحاويل اريد أسأل على واحد أعرفه
كان صديقي من الأعدادية هو صار بعثي و تركني, بس بعدين تزوج علوبة من الناصرية
فبقى بعثي قالباً بس مو روحاً, العلوية رجعته للطريق القويم.

في هذه الأثناء لملمت أغراضي و تركت المقهي و حديثهم الشيق, مشيت لوحدي في لندن, تذكرت أنني أُتهم بكوني أيرني لأن نصفي شيعي, تذكرت كلام أُلأخصائي الذي التقيتهُ في الصباح و هو يشير الى كيف أن من كان ضد الأمريكان أصبح يتحالف معهم.
مبدأ الرفض و التجاهل و الإقصاء صار مبدأً عاماً عند الجميع.
الجميع يبحثون عن خندق لينضموا اليه بِغض النظر عن سلبياته و بتجاهلٍ و إنكار لإيجابيات الغير.
.
الآن الحكومة تحارب جيش المهدي و العشائر السنية تحارب المقاومة, ابناء الطائفة الواحدة منشقين في ما بينهم, هل سنجني امناً و أماناً أم أحقاداً أكثر و إنشقاقاتٍ ستزداد حتى نصبح هزيلين اكثر فأكثر.
لمَ يبحثُ الجميع عن خطأ سواه و ينكرون أخطاءهم.
هل أصابني العمى فلا أقدرُ على رؤية الضوء ؟أم ان الظلام بات حالكاً بالفعل و لا نور في نهاية النفق؟
هؤلاء الرجال في المقهى ليسوا الأهل الذي أحببت, ليسوا القوم الذي عشقت
مشيتُ و أنا أُردد:
ﭽا وين أهلنا؟!!

2 comments:

chikitita said...

A&E iraqi

لعد اني مقهورة هنا مدأشوف عراقيين

خليني لعد راسمة صورة حلوة اخاف تتشوه عبالي اهلنا من يطلعون ينسون هالسخافة مال احنا وانتو

Anand said...

A&M, many of your readers can't read Arabic, unlike chkitita and Iraqi Mojo.

Please occasionally post translations.