لماذا
كلمةٌ سمعناها مرارا" عندما قامت وزارة الصحة العراقية منصف التسعينات من القرن الماضي بحملة لمكافحة مرض شلل الاطفال ,كانت هذه الكلمة تتردد مرنمةٌ مع صورِ الاطفال المعاقين وهم يمشون بصعوبة .تذكرت هذه الاعلانات وانا اشاهد صور اطفال العراق بعد الرفع الجزئي لحظر التجوال يوم الاحد الماضي ,كانوا يلعبون كرة القدم في الشارع كما أعتدت ان افعل وانا صغير .ولكني احسست ان اطفالنا مقيدي الحركة كما لو كانوا معاقين ولكن من دون اعاقة .وانا امشي لوحدي مع تأملاتي لهه الصور مر ببالي بيتٌ شعري ل(عبد الرزاق عبد الواحد)كان يهجو به الخميني اذبان الحرب العراقية الايرانية ويقولُ فيه:
ماهزهُ وحروف اللِِه في فمه ان الصغار لغير الموت قد ذخروا
هنا راودني السؤال التالي :لمن ذخر اطفال بلادي ,ولمن ذخرشبابه وحتي شيوخه ؟؟؟؟؟؟؟؟
أللموت قد ذخروا؟!!!! .سألت نفسي :من المسؤول عن هذا كله ؟؟؟ ولم هذا كله؟؟,توقعتُ جوابا" دينيا":هو امر اللِه فأياك ان تعترض ففي هذا كفر, وهنا وجدت طرف الخيط الذي سيوصلني للأجابة عن اسئلتي ,اذا ناقشت الامر اصبحت كافرا"او عاصيا",اعتدت ان اسمع هذه الكلمات من رجال الدين .مجموعة من البشر استطاعوا ان يستغلوا طيبة الناس وفقرهم وقوة ايمانهم فأقنعوهم بما يناسب رغباتهم ومصالحهم ,فالحب حرام فيه اغلب الاثام والغناء فجور فهو مثيرٌ كالخمور .والادهى من هذا ان حلال اليومِ حرامٌ غدا" وحرامُ اليوم حلال غدا".نسي هؤلاء ان الدين لله وان الله محبة ونسوا ان الغناء يحرك الروح والروح من امر ربي .لا اريد ان اسهب في الكلمات واطيل عليكم وليست مشكلة قومي اليوم في الغناء فشاء أم ابي الاغبياء ,قومي يحبون الغناء .ولكن المشكلة في حمامات الدم ,في دموع الامهات على اولادهن وبناتهن . أعود لسؤالي مجددا" :لماذا؟؟ أولتثبتوا انكم على حقٍ وغيركم على باطل ؟؟؟ ,ماذا ستكسبون ؟؟ أستقتلون كل من ترونه على باطل لتظلوا وحدكم في هذه الارض. انه من غير المنطقي ما تفعلون ..فلماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ذهبتم الى مكة , ولا اعلم ما علاقةُ مكة بالأمر ,فمكة قبلتنا ولكنهاليست في العراق,وماكنتم بحاجةٍ لهذا المشوار الطويل .على اية حال لقد فعلتم ذلك ,تعاهدتم امام الله ان تحقنوا دماء ابناء شعبكم ,ولكنم لم تفعلوا ,نكثتم عهد الله وهدرتم مزيدا" من الدماء ولكن,علي ان اكون مهذبا"معكم ففي نهاية المطاف انتم خير اهل زمانكم وانتم اهل الحلال والحرام ولربما انكم س(تشورون بي ) كما اعتاد البسطاء من شعبي ان يقولوا .
انا لن اجادلكم ,فأنا اعلم بكم من سواي ,انتم ابرع الناس في خطف القلوب بالكلمات وامهر الكل في الهتافات واحسن من ذرف دموع التماسيح على ما في الامة من جراحات . تقولون ان المؤمنين اخوة وتتجاهلون قتل المرء لاخيه ,اين صلة الرحم ,واين بر الوالدين واين مكارم الاخلاق ,اليست هذه القيم ماتدعون بهِ ؟؟
انا لا اكترث لكم ولا لما تقولون ,ولكن مايؤلمني ان هنالك اناسٌ مازالوا بكم يثقون ويتمنون , اما في قلوبكم رحمة؟؟؟ اليست حروف الله في فمكم ؟؟؟
لن اطلب منكم ان ترحموا الناس او توقفوا نهر الدم فأنا اعلم انكم لن تفعلوا
ولكن اتمنى ان اعرف ,لماذا مازال ابناء بلدي يصدقونكم ؟؟؟
لماذا لم يمزقوكم بدل ان يمزقوا بعضهم ؟؟؟
لماذا يحرمُ اطفالنا من حق الحياة ؟؟؟؟؟؟
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا؟
لماذا؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
2 comments:
مرحبه
بعد كل الذي عاناه... وما عاناه ليس قليل ... الجسد العراقي جسد مريض واعضائه لاتعمل بتوافق ...وكل مريض يحتاج الى تشخيص دقيق لكي يبداء مسار علاجه ... سياسيا لم نفهم هذة الحقيقة بعد ... من هنا التدهور المستمر
لا اعرف كيف هو منهج الدراسة في كليات الطب العراقية... ولا اعرف لا الزمن الكافي و لا مقدار المعرفة اللذان يؤهلان دارس الطب لكي يتمكن من تشخيص حالة مرضية ما ... ولكنني استطيع ان اتصور ان كل شي في مسار العلاج يستند على تشخيص دقيق وصحيح قدر الامكان للحالة المزمع علاجها ... لا علاج للحالة من دون تشخيص صحيح ... اظنها قاعدة اساسية في الطب ... هي كذلك في السياسة ...المشكلة ان جسدنا فيه علل كثيرة ... ولكننا لازلنا نعتمد السحر ، الايديولجيا (علمانية او دينية ) كوسائل تشخيص وعلاج ... اسئلة الازمة لم تطرح عندنا بعد
لست ضد الدين ...اعرف انه بعد انساني متأصل في كثير من الثقافات ...حاجة انسانية للكثير من الناس ... ولكنني ضد الدين في السياسة لانه وصفة جاهزة للخراب ... القيم والسلوكيات السياسية لاتصدر لسوء الحظ ... يبدوا انه على كل شعب ان يدفع ضريبة وعيه ، ثم حريتة وبالتالي سلمه الاجتماعي ... كم سنحتاج من الوقت للوصول الى ذلك ... سؤال تصعب الاجابه عليه
استغل هذة المناسبة لاتمنى لك نهاية سنة سعيدة ... وعيد سعيد وكل عام وانت بخير ...وسنة جديدة حافلة بالاستقرار واخف وطأة عليك من السنة الاولى في غربتك ... البداية دائما صعبة وبعدين الواحد يتعود ... تحياتي
هلا كريم ...هلا ومية هلا
اتفق معك ان لا علاج كامل بلا تشخيص صحيح ولكن هنالك دوما" اجرا~ت طارئة تتخذ من قبل اطباء الطواريء من دون اي تشخيص.
في مشكلتنا الحالية هذه الاجرا~ت من مسؤولية رجال الدين لاءنهم ولسوء الحظ يقودون المجتمع في الوقت الحاي, وهذا ما يدفعني لانتقادهم فأنا لست من اعداء الدين.
احب ان اضرب لك مثل بسيط: رجال الدين التابعين لهيئة علماء المجرمين وللحزب الاجرامي العراقي اخذوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن مقتدى الصدر اذبان ازمة النجف ربيع 2004.
اذكر جيدا" ان أمام المسجد كان يرفع يديه اعلى ما يكون داعيا" ل(الشيخ المجاهد مقتدى الصدر ) على حد تعبيره. هم كانوا يعرفون جيدا" من هو مقتدى ولكن كان جل همهم تحقيق اهدافهم بأي وسيلة .
حسب رأي الدكتور علي الوردي : يقيم المجتمع اعتمادا" على طبيعة الاشخاص الذين يقدرهم ذلك المجتمع . ولسوء الحظ اضحى مجتمعنا يقدر (رجال الدين)وهذه الطامة الكبرى.
ما يقلقني هو مستقبل الجيل الجديد : هل سيعانون الامرين ؟ هل سيتعلمون معنى الحياة وكيف نعيشها؟
الامر الثاني : اعتقد ان مجتمعنا سيشهد بعد فترة ولربما 20 عاما" او اكثر ثورة عكسية بعد كشف حقيقة هؤلاء .جل ما أخشى هو ان يدفع الاسلام ضريبة افعال رجال الدين.
شكرا" جزيلا" ادري طولت بالكلام بس انا شوية لغوي,
اتمنالك سنة سعيدة وعيد مبارك
Post a Comment