كنت جالسا" في وقت الاستراحة,ورأيتها لأول مرة,عمرها يناهز الستين عاما",شكلها مألوف.
بدأ الفضول يتصاعد عندي ...كأنها من ابناء بلدي . كانت تتحدث بالانكليزية,ولكني ظللت مصرا"انها مني قريبة.
تجرأت وسألت :عفوا" هلتسمحين بسؤال,
فأجابت :اسأل
قلت من اي بلدٍ انت
قالت :ماذا تظن
ابتسمت ,ثم قلت :وجهك فيه ملامح عراقية,ربما ايرانية,لاأظن انك شامية .
ابتسمت وقالت:ولدت في العراق ولكننا هاجرنا وعشت في بلدٍ اخر معظم سني عمري,لم نأكل في بيتنا الا الطبخ العراقي واولادي يتحدثون العربية رغم انهم لم يروا العراق ولا حتى امهم تذكره فقد هاجرنا وانا طفلة.
في غضون عشر دقائق اخبرتني معظم قصةِ حياتها دون ان تعرف من اكون ,فوجئت فقلبها مفتوح لي وهذا نادرٌ هذه الايام واولسنا في زمن الشكِ والريبة .
فكرتُ مليا" لم يترك اناسٌ العراق في منتصف القرن الماضي ,الم تكن الامور على احسنِِ مايرام انذاك ولكن قد تكون يهودية!!
علمونا في المدرسة ان اليهود اعداء الدين وانهم قردةٌ وخنازير في الطباع على الاقل وان لاشفقةَ في قلوبهم ولا رحمة وانهم متعطشون لدمائنا ولاحتلال اوطاننا.
ولكن عليَ ان اقر اني لم اسمع مايسيء الى يهود العراق يوما",كانتا جدتاي تذكرهم بخيرٍ دوما" ,ولم يأتي ذكرهم في المناهج يوما",بل وحتى "صدام "
الذي قرر ان نصف ابناء الشعب خونة وجواسيس ,لم يذكرهم بسوٍْ يوما",كانت هي ثاني يهودية التقي بها طوال حياتي ,الاولى كانت ايضا" امرأة مسنة ولكننا لم نكن قد تحدثنا انذاك ,كلما كانت تفعل انها كانت تبتسم عندما تراني ,كانت ابتسامتها تعني لي الكثير فهي كأبتسامة امي التي افتقدها كثيرا",ولكن من يدري؟
اعود الى سيدتي ,فبعد حين اصبحنا نرى بعضنا يوميا",كانت "فرشتة"وهي اكثر من اثق به هنا قد اخبرتني ان تلك المرأة لا مثيل لها .
لكنني والحق يقال ,لم اتوقع الكثير,فالناس هنا انصاف اموات لايبالون ولا يكترثون,بدأنا نتحدث يوميا". ادركت انها حنونة.طيبة القلب كريمة النفس والأخلاق.
تدرييجيا" ايقنت اني اقدرها واحبها كما لو كانت امي ,ايقنت ان لها قلبا" من ذهب وانها تحس بنا وتعيش الامنا رغم انها لاتعرفنا حتى.ربما انها لاتدري بحبها لوطني ولا ان لديها قلبا" عراقيا"وربما انها لاتعير ذلك اهتماما" وربما سيقول قائلٌ :ان الناس الطيبين ليسوا بالضرورةِ عراقيين ربما....
ولكن هذه المرأة بالضرورة عراقية,فهي دافئة كنيسان ,مشعة كشمس تموز تفكر بسواها وتحزن عندما نذكر الام العراقِ وجراحاته.واتضح لي فيما بعد ان هذه المرأة ليست الوحيدة وان كنت اظنها الافضل ,فكثير من يهود العراق يحبون بلدهم ويشتاقون اليه.
ا~ه يا عراق حتي يهودك مختلفين
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
5 comments:
I envy you. I wish I could meet up with an Iraqi Jew. My parents used to tell me all the good things about them. My mother and uncle had so many Jewish friends. My mother recalls how she cried when she had to be seperated form her friends who were forced to feel the country.
Last year, I saw on the news an Iraqi Jew going to Amman to vote. I was so happy. It is his right. It is his country and his ancestor's country. Why should he be disbanded?!
I feel guilty that I had to stay in Iraq by the time they were deprived of it. I think it's now we are punished for that. We are immigrating by forces as well from the new oppressors.
Thanks a lot for this nice peace. Keep up the good work.
by the way, I miss Iraq too! I have lived all my life there. I left last July!
I love Iraq despite every sad thing.
Hi treasure
thank you for your words
I left Iraq in july also, so we have nearly the same picture, however we can't do anything but mssing it
No, we can do a lot even if it is not for now. On my side, I am studying the master's degree abroad to go back and help. I will help even if it takes my life. I had been working a dangerous job in Baghdad-a reporter- but that gave me strength. I know that sounds dreamy and crazy sometimes but this is how I feel.
Post a Comment