خرجتُ البارحة لأتمشى في لندن بعد فترة اعتكاف بيتي قاربت الثلاثة اسابيع, تجولت في الشوارع و فرجتُ على الناس, تمنيتُ أن أرى في بغداد ماهو موجودٌ هنا.
أثناء التجوال أخذت إستراحة قصيرة في أحد المقاهي التي تزدحم بالعراقيين؛ و انا أشرب العصير رأيتُ رجلاً كبير السن أتى و القى التحية و احتل الطاولة التي بجانبي بعد قليل أتى آخر(لابس قمصلة)
و بدأ الحوار
أبو القمصلة: هلو كاكا, شلونك؟
الأول: هلا بالسيد...
ابو القمصلة: كاكا شلونه وطنكم, إستقليتوا لو بعد؟ و الله أنا أحب الأكراد و أتمنى يستقلون بدولة بوحدهم, إن شاء الله ياربي تحصلون دولتكم المستقلة عن العراق.
الكاكا: و الله سيد, أنا أحب الأكراد مو لأن انا وطني بس لأن خطية مظلومين و أنا طول عمري مظلوم, فأحبهم.
أبو قمصلة بعد أن جلس: أي كاكا شكو ماكو؟
الكاكا: و الله ماكو شي., بس شو باردة الدنيا حيل
في هذه الأثناء مرت بنت شقراء بتنورة قصيرة جداً
أبو القمصلة مقاطعاً : أوووووووووف بوية بوية بوية, انا أريدن من هي, ي والله كاكا , أريدن كون هيج وحدة و تكون متدينة, يعني مو إلا كلش متدينة بس كون تخاف الله.
كاكا أنا حظي فكر, رحت خذيتلي هالمعيدية من الهور, لا فاكة عني ياخة و لا خالتني أشوف دربي, هسه دعوفيني خل أتزوجلي وحدة ثانية بلكن الله يوفقني و أرتاح شوية.
قهقه الكاكا ضاحكاً
ابو القمصلة عاد للحديث: و الله يا كاكا أنا ابتليت على عمري يعجبني أرجع للعراق بس أولادي صاروا هنا و بعد ما أكدر.
مرت النادلة وهي ترتدي تيشيرت ربع ردن مكشوف من جهة البطن
ابو القمصلة: كاكا؛ هي مو باردة الدنيا, جا هاي ما كلولها حرام ما إستحت , أدري بوية غطي روحج, لو يكلولها ذاك الشي هم تنزعة و لا تكول عيب و لا حرام.
الكاكا: هاي ما تعرف حرام سيدنا.
ابو القمصلة: اكول كاكا ...ذاك الكاعد هناك مو بعثي ؟ شجاي يهرت براس الفيلي الكاعد كدامه؟
الكاكا: سيد هذا الفيلي لا تخاف عليه, ملون و ملعب و يعرف يداري مصلحته.
ابو القمصلة: اي كاكا ؛ هاي ناس ما تعرف شي غير المصلحة؛ ذاك اليوم كتله ل(فلان) ؛ انت لو عندك دين ما تشتغل ويا اياد علاوي, بس شكو عليكم السعودية تنطيكم فلوس و ترجع ليورا
اي هاي كلها بأسم العروبة وتالي يكتلون بالشيعة و يبهذلوهم.
الكاكا و هو يبتسم بخبث: ذكرتني بالعروبة, سنة 1967 كلولنا العروبة و العروبة و احنا على مشارف تل ابيب تاليها حتى السويس راحت.
ابو القمصلة: كاكا كول الحمد لله و الشكر هذولي العرب ما انتصروا بال 67 و الله لو منتصرين كان ما بقوا بيكم واحد, كان يكولون اكو كردي بعد.
في هذه الأثناء مر رجل آخر بس لابس قبوط: السلامُ عليكم
ابو القمصلة: هلا سيد شلونك بوية؟
(أبو القبوط همين سيد)
ابو القمصلة: سيد انت شكو عليك , بس تروح للعراق و تقابل السيد تحصل يا وظيفة تريد.
ابو القبوط سحب كرسياً و جلس
شلونكم شأخباركم
الفتاة الشقراء مرت من جديد
ابو القمصلة: بوية بوية بوية... سيد أنا اريدن من هاية, هيج وحدة ترد بيه الروح, بس اريدنها شوية متدينة
ابو القبوط: سيد ما ترهم لو هاي لو ذيك ما ينجمعن ثنينهن بوحدة.
ابو القمصلة: لا سيد انا اريدهن ثنينهن سوا, شوفها... شوفها شلونها ؟
ضحك الجميع
ابو قبوط: شلون الوضع بالعراق؟
ابو القمصلة: ممتاز وداعتك
ابو قبوط: بس سمعت اليوم اكو تفجير بسوق الغزل
الكاكا هز رأسهُ مؤيداً
ابو قمصلة: اي فجروا العصافير والحيوانات
ابو قبوط: اي مو كلنالهم لا يبردون ..ابقى أفتش زين و ادقق
الكاكا: هذا شورجة كببر ما ينلزم
ابو قمصلة: ميخالف شوي شوي..قبل كان يومياً معدل 130 شيعي ينذبحون هسه يومياً 30 أو أقل ميخالف لازم نضحي ..بابا الدولة دولتنا صارت, وداعتك هسه لو تروح للعراق أكبر مسؤول تكدر تقابله بفترة قصيرة بس كول مسألة ملحة و ضرورية.
حتى أبو إسارء تكدر تشوفه, و بس السيد يوقع عالطلب مالتك بعد هاي هي أمورك مشت.
أبو القبوط:لعد شو بس انا رئيس الوزراء وقع على معاملتنا و ما مشاها خضير؟
ابو القمصلة: يا خضير؟
ابو قبوط: خضير الخزاعي...
ابو قمصلة: وزير التربية؟! لك هذا إذا المالكي يعطس هو هم يعطس ..ذولي حكومة وحدة شلون ما يمشيها؟
ابو القبوط: والله هذا الي صار...ابو إسراء وافق نتحول على الجامعة و نمنح إجازة دراسية لحين إنهاء الدراسة هنا, بس وزير التربية ما مشاها.
ابو قمصلة: و هي شنو إنهاء الدراسة غير منا لحد ما تكمل الدكتوراة يعني فد سنتين تلاثة؟
لا تدير بال, بس انطيني مجال و انا ادبر رقم تليفونه و إن شاء الله خير,
حتى اذا مو رقم تليفونه شخصياً ,رقم مسؤول الحماية مالته, ونشوف السالفة وياهم.
وداعتكم انا يعجبني ارجع للعراق, احب العراق , احب اهلي بس ولدي تلاثتهم بالجامعات شسوي خو ما أدمر مستقبلهم, و انا ما أكدر أعيش بعيد عن اولادي, عندي واحد منهم اعز من الف عراق.
ابو قبوط: عمي مو انا مشكلتي ؛ المدير العام مالتي..
ابو قمصلة مقاطعاً: أخاف بعثي؟
ابو قبوط: اي هو كان قبل بالستينات, و من سيطروا ظل يتمسح بيهم و يبوس الكتاف
ابو قمصلة: اي هنا السالفة؛ أخي واحد كان هيج ما المفروض يحطوه بمنصب هذي ناس ما تصلح, الدولة هسه مالتنا بعد.
هنا مرت فتاة شقراء أُخرى
أبو القمصلة: أووووووف بوية , شوفوها , انا أريدن من هاي, كتللها لمرتي أريد أروحن للمغرب مثل باقي الرياجيل و اسوي أشكال و أرناك, بس جاوبتني (هسه على اساس شكد عندك أرناك).
باوعها و لا باوعتلي, يمكن كالت لو بيك خير ما كاعد و يا الكردي, الأكراد لو بيكم خير ما ضربوكم كيمياوي.
أبو قبوط مشيراً الى مجموعة رجال في الطرف الآخر من المقهى: أكوول هذا الكاعد هناك منين؟ هذا ابو المناظر؟
ابو قمصلة: أهو هذا فلسطيني, هو دكتور بس فلسطيني, نطوه الجنسية العراقية و كام يشتغل و يا السفارة, يمعود هذا كان كله ويا المخابرات شغله و هنا يأمر و ينهي.
مو هو هذا الغلط, بلدك الغريب يتحكم بيه.
ابو القمصلة مخاطباً أبو القبوط: انت مو تعرف جماعة بالمحاويل اريد أسأل على واحد أعرفه
كان صديقي من الأعدادية هو صار بعثي و تركني, بس بعدين تزوج علوبة من الناصرية
فبقى بعثي قالباً بس مو روحاً, العلوية رجعته للطريق القويم.
في هذه الأثناء لملمت أغراضي و تركت المقهي و حديثهم الشيق, مشيت لوحدي في لندن, تذكرت أنني أُتهم بكوني أيرني لأن نصفي شيعي, تذكرت كلام أُلأخصائي الذي التقيتهُ في الصباح و هو يشير الى كيف أن من كان ضد الأمريكان أصبح يتحالف معهم.
مبدأ الرفض و التجاهل و الإقصاء صار مبدأً عاماً عند الجميع.
الجميع يبحثون عن خندق لينضموا اليه بِغض النظر عن سلبياته و بتجاهلٍ و إنكار لإيجابيات الغير.
.
الآن الحكومة تحارب جيش المهدي و العشائر السنية تحارب المقاومة, ابناء الطائفة الواحدة منشقين في ما بينهم, هل سنجني امناً و أماناً أم أحقاداً أكثر و إنشقاقاتٍ ستزداد حتى نصبح هزيلين اكثر فأكثر.
لمَ يبحثُ الجميع عن خطأ سواه و ينكرون أخطاءهم.
هل أصابني العمى فلا أقدرُ على رؤية الضوء ؟أم ان الظلام بات حالكاً بالفعل و لا نور في نهاية النفق؟
هؤلاء الرجال في المقهى ليسوا الأهل الذي أحببت, ليسوا القوم الذي عشقت
مشيتُ و أنا أُردد:
ﭽا وين أهلنا؟!!
Saturday, 24 November 2007
Sunday, 18 November 2007
مكالمة مع الوطن
آسف الخط إنقطع
ألو ..
ألو ..
ألو ..
وطني .. حبيبي .. عمري ..
أرجوك ماأسمعك
بلكي تعلي الصوت
أسمع رصاص و بجي
وعبر الأسلاك الدمع
يوصل وريحة موت
أسمع صياح ولغط
ومناداه يا هَل الربع
خل نرفع التابوت
أسمع عياط ولطم
وأم تنعه يا هلَ الولد
يلغربت بسكوت
ويلكنت وكت المسه
بيدك تكود الكمر
وتصيرله زاتوت
ويلكنت شمعة عرس
من تنطفي الكهربة
خدك يضوي بيوت
وكان الدرب يستحي
ويلوذ من خطوتك
لو ردت مره تفوت
مـاخـاف لـيل اليجي
مادام في معصمي
يوليدي تضوي بتوت .
ألو ..
ألو ..
ألو ..
يمكن الخط إنقطع
مَيْؤَوسْ من هل الوضع
ماينصلِح هل الظرف .
ألو ..
ألو ..
ألو ..
آسف ولا ينسمع
والصوت مو الأولي
الصوت أحس مرتبك
ذبـلان ورد الحجي
بشفافك ومنكتل
من حقي لو كمت أشك
آني عـرفـتك قبل
من تحجي ينزل رطب
والدنيا تمطر ضحك
وبكلشي أشوفك تهل
حتى الصبح من يجي
ويه الشمس تشترك
وما كان واحـد قبل
ياخذ ركبتك غفل
لو صار وكت العرك
وما بالَغِت لو قلت
كنت أويه موت النِزَلْ
لو زامطك تشتبك
والآن ياوطني:
دنكت لأصغر قزم
والكان يحلم قبل
يوصل الحَد الورك
معقوله ياوطني
إتخلي الكمر ينذبح
وسِتْر الشمس ينهتك؟ .
ألو ..
ألو ..
ألو ..
وطني .. حبيبي .. عمري
كن بلهاتك جَرِحْ
من تحجي أحِسْ مخننك
شــايل بكفك نــهـر
مـيت ونخله إنكـتل
مـــــــابـين إديـهـا العثك
شايـل بكفك وطــن
مذبوح من كل كتر
وبثوبـه ريحة حــرك
مـن كنت أبـوسك قبل
خـدك يوَرِد هـوى
ومـثل الكمر تعتلك
والآن ياموطني
دم بلبل براحِتك :
يابس وريحة كتل
توصلني كلما تمر
نسمه إعله جثة
العشك
هم شفت قبلك وطن
كتاله شعبه وزرَع
بثيابه مِيَتْ فتك ؟
إحجي أريدْ أسْمَعَك
مايسوه باقي العمر
لوما تكول الصدك
يلنعشَك إعله الجتف
شلته بعد ماشفت
كطعوك من العِرِك
ألو..
ألو ..
ألو ..
وطني .. حبيبي .. عمري
الليله كاس الحزن
أرد أشربه بصحتك
مرت سنه من قهر
وسنين راحت تجي
وأنت على حـالتــك
دورت بين الصور
كلت ألكة بلكت ولو
شي باقي من ضحكتك
وفجأة:
إتفَجِرَتْ قنبله
مزروعه وسط الصور
والدم ترَسْ راحِتك
ودخان عالي إرتفع
ما كمت أمَيّـز بعد
رجليك من هامِتك
كتلوك ياوطني
أهل الوجوه الصفر
واللي كرط ملحِتك
كابلني شيل النعش
أرد آني أدفنك وأرد
أحجيلهــــــم قصِتك
لكن غريب الأمر:
إشلون أدفن ضوه
وياكاع تكدر تلم
ياموطني جثتك؟
ملاحظة: جزيل الشكر للأخت العزيزة
Chikitita
و التي زودتني بهذه القصيدة التي لم نتمكن من التعرف على اسم مؤلفها و نعتذر منه لنشرها من دون اسم
Monday, 12 November 2007
يومَ إفترقنا
ها هو الزمنُ قد مضي و ها هي الأشهرُ مرت, مرت ثقيلةً جداً, مرت مع كمٍ مهولٍ من المعاناة ولكنني صابرتُ و تحملتُ لأقطف الثمرة, لم أعلم أن لا ثمارَ تنتظرني؛ لم أكن أدري ان نهايتي ستكون من حيثُ بدأت.
بدأ الحلمُ يتملكني و انا صبي؛ سأصبحُ طبيباً يوماً ما؛ سأرحلُ بعيداً يوماً ما, كباقي الصبيةِ كنتُ أحلم؛ و لربما أكثرُ منهم, فلطالما جلستُ وحيداً منعزلاً أتأمل, أتأملُ في حلمٍ ينمو كشجرة, ليورقَ و تمتدُ فروعهُ الى أبعدِ حد, حلمُ الطفولةِ صاحبني و أنا أكبُر, تغيرت ملاحمهُ بقدر ما تغيرت ملامحي, شبَ معي, احبَ معي, يجتاحهُ الحزنُ حين أحزن و يوردُ زهوراً حين أفرح, حلمُ الطفولةِ صار خليلي و صديقي.
كنتُ أخبر الناسَ عنه, بعضهم كان يبتسم و بعضهم كان يسخر و بعضهم ملَ سماعه, لكنني لم أكترث, فهو حلمي مهما حصل.
لا أستطيعُ أن أنسى ذلك الشعور الذي كان ينتابني كلما سمعتُ عن أحدهم دخل كلية الطب, كلما مررتُ من أمامها وكلما سمعتُ إسمها.
كنتُ أرمقُهم بنظرةٍ خاصة, نظرةٌ ملؤها الأعجاب, الإنبهار و لربما الهيام.
مرت الأيام؛ أقترب يوم دخولها؛ أذكر كيف أنني مشيتُ وحيداً يوم ظهور نتيجة القبول, نظرتُ الى السماء وقلتُ في نفسي: ها قد إبتدأ المشوار, ها هو الحلمُ بات حقيقة, ها أنا ذا أوشكُ على أن أخطو الخطوةَ الاولى في طريقِ الألف ميل.
و إبتدأ المشوار؛ ومضيتُ في حلمي, لم أتحمل أن أنتظر ستَ سنواتٍ لأُصبح طبيباً, الرغبةُ كانت تتملكني, رغبةٌ جامحةٌ في أن أحظى بذلك الشعور؛ قفزتُ الى وحدةِ الطواريء بعد أن أنهيتُ عامي الأول؛ أردتُ أن أتعلم ما يمكنُ تعلمه, أردتُ أن أبني نفسي تدريجياً.
كنتُ محط أعجاب البعض و محط إستغراب الآخرين, مضيتُ في طريقي غير آبهٍ بشيءٍ إلا حلمي, أثبتُ نفسي بين الآخرين حتى أضحيتُ مميزاً بما لدي من قدرات.
كان الحلمُ يكبر و يخبرني أنهُ يحتاجُ مني جهداً أكبر و تحملاً أكثر, لم أمانع على الأطلاق, جعلتهُ من أولى أولوياتي و لم يكن لدي مانعٌ في أن أتحمل لأجلهِ.
و جأت ساعةُ الرحيل, فارقتُ الجميع و تركتُ الأحبةَ كلهمُ الا حلمي العزيز, هو الوحيدُ الذي رافقني في غربتي, رحلتُ معهُ و لأجلهِ.
و هنا؛ للحلمِ متطلباتٌ أصعب, فالمنافسةُ حادة و الطريقُ وعرة, ولكن صورتهُ كانت دائماً أمامي؛ تقويني حين أضعف, تشدُ من أزري حين أتعب, تذكرني أن ما أطمحُ أليه أبعدُ بكثير من الصخور التي أراها أمامي سادةً طريقي.
لأجلهِ تحملتُ كلَ شيءٍ, حملتُ كتبي و مشيتُ أقرأُ في الشوارع و في الحدائقِ و الساحات, البعضُ نظر الي بإستغراب و ظن الآخرون أنني مجنون, حشرتُ نفسي في المستشفيات, درستُ حالة كلِ مريضٍ رأيتهُ, شاركتُ في كلِ حالةٍ أراها, جلستُ في عياداتٍ مختلفة و أقسامٍ مختلفة.
تأنقتُ و أرتديتُ ربطةَ العنق, بذلتُ كلَ جهدي لأحسنَ من لغتي قدر المستطاع, تحملتُ التوبيخ رغبةً في التعلُم, تحملتُ تجاهلَ الآخرين على أملِ الوصولِ يوماً الى مرادي, على أملِ أن أُثبتَ للكون حقيقةً خافيةً هي أنني (طبيب)؛ أردتُ و لو لمرةٍ واحدةٍ أن أُحس أنني طبيبٌ بحق, رغم أنني أملك الشهادة و رغم أني أقضي طوال الوقت في المستشفيات و رغم أنني أحملُ اللقب إلا أن كل شيءٍ يعدُ غير رسمي, أنا دوماً (دكتور) مع وقف التنفيذ.
في بلاد الغربة الباردة, يمرُ الشتاءُ الثاني عليَ الآن, البرد و الظلام يزدادان شيئاً فشيئاً, الوحدةُ تأكلني حتى أضحيتُ كالهيكلِ العظمي, بلا روح بلا طعم بلا قدرةٍ على الإبتسامة.
اليوم؛ وبعد عامٍ و نصفٍ من التحمل, بعد مشوارٍ طويلٍ من المعاناة و الأمل و التسليم بالأمر الواقع و تكرار طلب المال من أهلي حتى أضحيتُ أخجلُ من نفسي, بعدَ أن أصبحتُ لا أحد و بعد أن بدأت تساورني الشكوك حتى في كرامتي و عزةُ نفسي, بعد أن أصبح الكثيرون يعاملونني بنوعٍ من الشفقة, ينظرون الي نظراتٍ حنونة تمزقني و تشعرني بالضعف, بعد أن حاول الكثيرون أن يمدوا أيديهم لمساعدتي؛ و أنا أشعرُ بأن كلَ يدٍ تمتد تطعنني في كبريائي, بعد دعواتِ أُمي و أبي الذين أنفقا الغالي و النفيس على ولدهما الوحيد ليريانه يحققُ ما كانا يحلمان لهُ ؛ اليوم و بعد هذا كله:
فارقني حلمي, أعلنَ لي أن لا أمل لي في طريقي, اليوم أغلقت الأبوابُ في وجهي و أُخبِرتُ ان لا أمل لي في أن أُواصل, من حقي أن أستمر في المحاولة و لكنها ستكونُ عبثاً مني لا أكثر, اليومُ أدركتُ ان لا غدَ مشرق و حتى لو أشرق الغد فهو ليس الغدُ الذي إنتظرته بل غدٌ آخر؛ اليوم طلبَ حلمي أن أنساه ولا أفكر فيه كما لو كان نزوةً عابرة لا حلم أمل السنين و حلم العمر كله.
اليومَ أموتُ في كل لحظة؛ أتقلبُ في فراشي كمن يتقلبُ على الجمر, حلمي ليس بجواري, أمشي فلا يمشي الى جانبي, أبكي فلا يربتُ على كتفي , أدور في المنزل فلا أراهُ مختبئاً في مكانٍ ما , أُناديهِ فلا يردُ علي, أتلفتُ في جميعِ الإتجاهات فلا أجدهُ في أي مكان, أسألُ الآخرين فلا يدلونني عليه, لا يعرفون أين هو, أين ذهب؟ لمَ لمْ يودعني؟ لمَ لمْ يحذرني؟ لم تركني أشقُ كلَ هذا الطريق؟ لمْ يوضح شيئاً!
جلستُ لوحدي , أغلقتُ بابي و أردتُ أن أبكي, فكرتُ للحظة؛ وهل يجدي البكاء؟ ما مات قد مات و ما زال حياً يجبُ أن يموت.
نظرتُ الى السماء؛ ناشدتُ ربي
(يارب؛ أنت تعرفني أكثر مما أعرف نفسي
, رحماك بي فلا طاقة لي بهذا
يا رب:
أنا أضعفُ من هذا بكثير
لا طاقةَ لي به
يا رب لا تؤاخذني و لكن
إن كان هذا مصيري
و هذا حتفي
فخذني اليك
لن تكون الحياةُ أرأفَ منك
لن يكون البشرُ أرحم منك
لن يكون أحدٌ أكرمُ منك
يا رب: إن الأبوابَ قد أُغلقت
و المعاناةُ قد إشتدت
و لا زادَ لي و لا صاحب
و لا رغبةَ عندي و لا قوة
أنقلني الى جوارك
أعلم أن ما أقولُ غبي
و لكنك تعلمُ ما في نفسي
لستُ أطهر من العذراء التي قالت
ياليتني متُ قبل هذا و كنتُ نسياً منسيا
ياليتني متُ قبل هذا و كنتُ نسياً منسيا)
بدأ الحلمُ يتملكني و انا صبي؛ سأصبحُ طبيباً يوماً ما؛ سأرحلُ بعيداً يوماً ما, كباقي الصبيةِ كنتُ أحلم؛ و لربما أكثرُ منهم, فلطالما جلستُ وحيداً منعزلاً أتأمل, أتأملُ في حلمٍ ينمو كشجرة, ليورقَ و تمتدُ فروعهُ الى أبعدِ حد, حلمُ الطفولةِ صاحبني و أنا أكبُر, تغيرت ملاحمهُ بقدر ما تغيرت ملامحي, شبَ معي, احبَ معي, يجتاحهُ الحزنُ حين أحزن و يوردُ زهوراً حين أفرح, حلمُ الطفولةِ صار خليلي و صديقي.
كنتُ أخبر الناسَ عنه, بعضهم كان يبتسم و بعضهم كان يسخر و بعضهم ملَ سماعه, لكنني لم أكترث, فهو حلمي مهما حصل.
لا أستطيعُ أن أنسى ذلك الشعور الذي كان ينتابني كلما سمعتُ عن أحدهم دخل كلية الطب, كلما مررتُ من أمامها وكلما سمعتُ إسمها.
كنتُ أرمقُهم بنظرةٍ خاصة, نظرةٌ ملؤها الأعجاب, الإنبهار و لربما الهيام.
مرت الأيام؛ أقترب يوم دخولها؛ أذكر كيف أنني مشيتُ وحيداً يوم ظهور نتيجة القبول, نظرتُ الى السماء وقلتُ في نفسي: ها قد إبتدأ المشوار, ها هو الحلمُ بات حقيقة, ها أنا ذا أوشكُ على أن أخطو الخطوةَ الاولى في طريقِ الألف ميل.
و إبتدأ المشوار؛ ومضيتُ في حلمي, لم أتحمل أن أنتظر ستَ سنواتٍ لأُصبح طبيباً, الرغبةُ كانت تتملكني, رغبةٌ جامحةٌ في أن أحظى بذلك الشعور؛ قفزتُ الى وحدةِ الطواريء بعد أن أنهيتُ عامي الأول؛ أردتُ أن أتعلم ما يمكنُ تعلمه, أردتُ أن أبني نفسي تدريجياً.
كنتُ محط أعجاب البعض و محط إستغراب الآخرين, مضيتُ في طريقي غير آبهٍ بشيءٍ إلا حلمي, أثبتُ نفسي بين الآخرين حتى أضحيتُ مميزاً بما لدي من قدرات.
كان الحلمُ يكبر و يخبرني أنهُ يحتاجُ مني جهداً أكبر و تحملاً أكثر, لم أمانع على الأطلاق, جعلتهُ من أولى أولوياتي و لم يكن لدي مانعٌ في أن أتحمل لأجلهِ.
و جأت ساعةُ الرحيل, فارقتُ الجميع و تركتُ الأحبةَ كلهمُ الا حلمي العزيز, هو الوحيدُ الذي رافقني في غربتي, رحلتُ معهُ و لأجلهِ.
و هنا؛ للحلمِ متطلباتٌ أصعب, فالمنافسةُ حادة و الطريقُ وعرة, ولكن صورتهُ كانت دائماً أمامي؛ تقويني حين أضعف, تشدُ من أزري حين أتعب, تذكرني أن ما أطمحُ أليه أبعدُ بكثير من الصخور التي أراها أمامي سادةً طريقي.
لأجلهِ تحملتُ كلَ شيءٍ, حملتُ كتبي و مشيتُ أقرأُ في الشوارع و في الحدائقِ و الساحات, البعضُ نظر الي بإستغراب و ظن الآخرون أنني مجنون, حشرتُ نفسي في المستشفيات, درستُ حالة كلِ مريضٍ رأيتهُ, شاركتُ في كلِ حالةٍ أراها, جلستُ في عياداتٍ مختلفة و أقسامٍ مختلفة.
تأنقتُ و أرتديتُ ربطةَ العنق, بذلتُ كلَ جهدي لأحسنَ من لغتي قدر المستطاع, تحملتُ التوبيخ رغبةً في التعلُم, تحملتُ تجاهلَ الآخرين على أملِ الوصولِ يوماً الى مرادي, على أملِ أن أُثبتَ للكون حقيقةً خافيةً هي أنني (طبيب)؛ أردتُ و لو لمرةٍ واحدةٍ أن أُحس أنني طبيبٌ بحق, رغم أنني أملك الشهادة و رغم أني أقضي طوال الوقت في المستشفيات و رغم أنني أحملُ اللقب إلا أن كل شيءٍ يعدُ غير رسمي, أنا دوماً (دكتور) مع وقف التنفيذ.
في بلاد الغربة الباردة, يمرُ الشتاءُ الثاني عليَ الآن, البرد و الظلام يزدادان شيئاً فشيئاً, الوحدةُ تأكلني حتى أضحيتُ كالهيكلِ العظمي, بلا روح بلا طعم بلا قدرةٍ على الإبتسامة.
اليوم؛ وبعد عامٍ و نصفٍ من التحمل, بعد مشوارٍ طويلٍ من المعاناة و الأمل و التسليم بالأمر الواقع و تكرار طلب المال من أهلي حتى أضحيتُ أخجلُ من نفسي, بعدَ أن أصبحتُ لا أحد و بعد أن بدأت تساورني الشكوك حتى في كرامتي و عزةُ نفسي, بعد أن أصبح الكثيرون يعاملونني بنوعٍ من الشفقة, ينظرون الي نظراتٍ حنونة تمزقني و تشعرني بالضعف, بعد أن حاول الكثيرون أن يمدوا أيديهم لمساعدتي؛ و أنا أشعرُ بأن كلَ يدٍ تمتد تطعنني في كبريائي, بعد دعواتِ أُمي و أبي الذين أنفقا الغالي و النفيس على ولدهما الوحيد ليريانه يحققُ ما كانا يحلمان لهُ ؛ اليوم و بعد هذا كله:
فارقني حلمي, أعلنَ لي أن لا أمل لي في طريقي, اليوم أغلقت الأبوابُ في وجهي و أُخبِرتُ ان لا أمل لي في أن أُواصل, من حقي أن أستمر في المحاولة و لكنها ستكونُ عبثاً مني لا أكثر, اليومُ أدركتُ ان لا غدَ مشرق و حتى لو أشرق الغد فهو ليس الغدُ الذي إنتظرته بل غدٌ آخر؛ اليوم طلبَ حلمي أن أنساه ولا أفكر فيه كما لو كان نزوةً عابرة لا حلم أمل السنين و حلم العمر كله.
اليومَ أموتُ في كل لحظة؛ أتقلبُ في فراشي كمن يتقلبُ على الجمر, حلمي ليس بجواري, أمشي فلا يمشي الى جانبي, أبكي فلا يربتُ على كتفي , أدور في المنزل فلا أراهُ مختبئاً في مكانٍ ما , أُناديهِ فلا يردُ علي, أتلفتُ في جميعِ الإتجاهات فلا أجدهُ في أي مكان, أسألُ الآخرين فلا يدلونني عليه, لا يعرفون أين هو, أين ذهب؟ لمَ لمْ يودعني؟ لمَ لمْ يحذرني؟ لم تركني أشقُ كلَ هذا الطريق؟ لمْ يوضح شيئاً!
جلستُ لوحدي , أغلقتُ بابي و أردتُ أن أبكي, فكرتُ للحظة؛ وهل يجدي البكاء؟ ما مات قد مات و ما زال حياً يجبُ أن يموت.
نظرتُ الى السماء؛ ناشدتُ ربي
(يارب؛ أنت تعرفني أكثر مما أعرف نفسي
, رحماك بي فلا طاقة لي بهذا
يا رب:
أنا أضعفُ من هذا بكثير
لا طاقةَ لي به
يا رب لا تؤاخذني و لكن
إن كان هذا مصيري
و هذا حتفي
فخذني اليك
لن تكون الحياةُ أرأفَ منك
لن يكون البشرُ أرحم منك
لن يكون أحدٌ أكرمُ منك
يا رب: إن الأبوابَ قد أُغلقت
و المعاناةُ قد إشتدت
و لا زادَ لي و لا صاحب
و لا رغبةَ عندي و لا قوة
أنقلني الى جوارك
أعلم أن ما أقولُ غبي
و لكنك تعلمُ ما في نفسي
لستُ أطهر من العذراء التي قالت
ياليتني متُ قبل هذا و كنتُ نسياً منسيا
ياليتني متُ قبل هذا و كنتُ نسياً منسيا)
Thursday, 8 November 2007
ليلى و الذئب
أنهت ليلى إقامتها الدورية في مستشفيات بغداد لتدخل مرحلة جديدة تتمثل في العمل في القرى و الأرياف؛ على العكس من كل زملائها و زميلاتها إعتبرت ليلى هذه التجربة بمثابة الفرصة الذهبية في حياتها لتتعامل مع الناس البسطاء و تقدم المساعدة لهم.
كان يومها الأول مشجعاً فقد تم إستقبالها من قبل أهل الديرة الذين رحبوا بها على طريقتهم و تركوا صينية الغداء في محل إقامتها.
الديرة صغيرة و أهلها معدودون يعرف أحدهم الأخر؛ أبو محمد الذيب هو (ﭽفجير المحلة) رجل خيِر و إبن حلال و سيد ؛ يفتي للناس في المسائل الدينية و الإجتماعية و يمثلهم في المجالس البلدية مع إرتباطه بأحد الأحزاب كما يشغل مع زوجته منصب وكيل الغذائية.
ليلى بفطنتها أدركت ان لكلِ مكانٍ تقاليدهُ الإجتماعية و عاداته فبادرت الى تحاشي لبس ما يمكن ان يخدش مشاعر الآخرين في الديرة ففضلت الإكتفاء بإرتداء التنورة الطويلة و منعت نفسها من البنطلون.
بدأت ليلى تكسب ود الناس في المنطقة بلطفها و سماحتها بالإضافة الى رغبتها الحادة في مساعدة الناس و نصحهم؛ بدأت نسوان الديرة تُعجب بليلى و توسعت العلاقة من علاقة طبيبة تكتب وصفات العلاج الى علاقة مع صديقة تُقدم النصح في المسائل الشخصية و المشاكل الخاصة مستفيدةً من تجربتها في المدينة.
بدأت تحرض النسوان على عدم إتباع إرشادات ام محمد بخصوص إلإستحمام مع الخرزة لغرض الحمل؛ و عدم ترك ابو محمد يدوس على ظهور رياجيلهم في حال عانوا من الآم الظهر و نصحت كذلك بعدم تكحيل عيون المواليد الجدد لأن ذلك يضر بعيونهم و عدم الذهاب الى أم محمد لتلعق عيونهم في حالة دخل فيها شيء.
فقدت ليلى صوابها عندما رأت ابن فطيمة و قد اصبح لونهُ أزرق من جراء الضرب المبرح الذي تعرض لهُ قبل أن يجلبوه للعيادة !!
إستفهمت ليلى عن الأمر لتستمتع للقصة التالية( دكتورة الولد راكبه جني؛ صارله 3 اشهر مدري شلونه؛ البارحة حاﭽينا ابو محمد؛الله يرضى عليه؛ و اجى الرجال باليل و شافه و كال هذا ما اله ﭽارة الا نقرا عليه؛ فكضى الليل كله يقرا عليه قرآن و ظل يضرب الجني لحد ما طلعه منه).
بدأت ليلى تصرخ قائلةً (هذا تخلف, يا جني يا بطيخ؛ الولد مريض تشبعوه بسط؟).
طبعاً هكذا هجوم سافر من الدكتورة البغدادية هو بمثابة إعلان حرب على و كيل الغذائية الرجل الخيِر ابن الديرة و راعيها.
بدأ أبو محمد بالرد لمعالجة الموقف قبل أن يتطور؛ بعد صلاة المغرب دار الحديث التالي:
تقبل الله ابو محمد..
منا و منكم مولاي..
شأخبار الحصة هالشهر؟:
و الله زينة..عالأكثر توصل إسبوع الجاي..انا كاتل نفسي حتى أخليها توصل ساعة ﮔبل علمودكم
و لو تاليتي أنسب و أتشتم انا و اهل بيتي بس ميخالف أنا ادور أجر و ثواب.
ما عاش الي يجيب طاريك مولانا...رد الناس
: يمعودين يا ماعاش إذا هاي البنية الي جايتنا من بغداد تريد تﮕلبها علينا و تخسف بينا الكاع؛ تاليتكم لعبة بيد الزغار يخربون عليكم أمور دينكم.
منو قصدك؟ الدكتورة!! ليش شنو صار؟
: و الله يا عمي مدري شﮕوللكم ؛ أول ما جتي هنا فرحنا بيها و هلينا و مرحبنا و ﮔلت همزين تفيد الناس و تخدمهم .. انتو تعرفوني انا ما يهمني غير مصلحتكم.
:اي طبعاً أبو محمد انت الخير و البركة...بس شسوت هاي البنية
: و الله يا عمي؛ هاي مبين عليها مدري شلونها .. ذاك اليوم تﮕل للناس هذا الحچي عن الجن كله تخلف .. و الجن مذكور بالقرآن ..يعني هي حتى ما تحترم القرآن, انا خايف عليكم لا إذا رحتوا يمها تتداون الله يسوي بيكم فرد شي هاي مبين عليها ما تحترم لا دين و لا امام و لا ولي.
أم محمد من جانبها قامت بزيارات فردية الى بعض البيوت و تناقشت في عدة امور من ضمنها...
مع سعدية مرت خضير :
أﮔلچ سعدية هاي البنية سمعت عليها مو خوش سوالف
: لا ..خير شنو ؟
: إستغفر الله من ذنبها..إستغفر الله.. بس يﮔولون عدها صور و يا ولد...إستغفر الله
: ياه..ما معقوله ..يبين عليها بت اوادم
: يا بت أوادم يا معودة..هاي تربات بغداد ..هناك شيلبسن و شيسون .. انتو شتدرون .. انا ذيچ المرة من رحت و يا ابومحمد ردت اتخبل..لا حيا لا أدب.
في زيارة عائلية قامت بها عائلة ابو محمد الى بيت عناد...جرى الحديث التالي
عناد: أﮔول أبو محمد..هاي شنو حسبة هاي البنية شو كثر الحﭽي عليها هالأيام؟
ابو محمد و هو يتلاعب بسبحته: و الله شﮕلك يا خوي...انا ما أحب اجيب بسيرة الناس بس هم تهمني مصلحتهم ذوله اهلي و ناسي.
عناد: هي منين ما منين؟
ابو محمد: هي جاية من بغداد بس يﮕلون اصلها من سامرا
أم محمد بادرت للقول: يﮔلك ابوها ﭽان بعثي من جماعة صدام و يكتب تقارير عالناس..ياما كاسر رﮔاب ناس
مرت عناد حاولت الدفاع: انا سامعة ابوها و عمها اطباء
ابو محمد: اي عمها يﮔولون..ﭽان من هذولي الي خلوهم يﮔصون الذانات مال الشباب.. الناس بس تدعي عليه.
عناد: لا بروح ابوك؟
ابو محمد: شوف اخوي عناد.. هاي ناس مدري شلونها و انت عندك بنات و الناس بكلشي تتشاقى بس بالستر ؛ و هاي بنية جايتنة مناك لا تحترم امام و لا مرجعية و لا تحترم دين و الحﭽي بيناتنا ما اريده يطلع.. انا ما احب احﭽي عالناس بس انت اخوي؛ يﮕلك ﭽانت من صاحبات عدي.
أخوي احنا ناس نتﭽفى الشر؛ لا تخلون نسوانكم يوصلون يمها او عالأقل حد الحاجة الضرورية و إذا تحتاجون شي ؛ أنا موجود و تتدللون.
في زيارته الى مدينة النجف وضح ابو محمد أن هنالك طبيبة (بعثية) في الديرة بدأت تحرض الناس ضد المرجعية و تتعاون مع القاعدة و أكد لمدير مكتب الشهيد الصدر ان هذه الدكتورة تسخر من المراجع العظام و انها لا تحترم السيد الصدر و لا جيش الامام الحجة(عج) (بيني و بينك سيدنا : هذي البنت ناصبية صدامية بعثية كانت من جماعة منال الآلوسي بهذا الاتحاد مالتهم مال النسوان هي و أُمها).
طبعاً العواقب الوخيمة بدأت تعكر صفو حياةِ البنت الشابة ..همسات و تلميحات من المراجعين.. بدأت النسوة و الشابات يتحاشونها..رسائل تحذير تحولت الى تهديدات إذا لم ترتدي الحجاب و تضع صورة الأئمة على واجهة العيادة.
إزدادت الضغوط على ليلى التي وجدت نفسها لوحدها تسير في ظلام غابة الذيب ...قررت ليلى أن تنجو بحياتها و تترك الديرة.
رحلت ليلى لتبحث عن فرصة عمل و دراسات في بلادٍ أُخرى ...بقيت الديرة بلا طبيبة ليلجأ الناس الى أُم محمد و زوجها عند الحاجة أو لينقلوا مرضاهم الى أقرب مستشفى عند الطواريء.
أنيابُ الذئب أكثرُ بريقاً من إبتسامةِ ليلى؛ و عوائهُ أعلى من همساتها .. و.مخالبهُ أحدُ من مشرطها
ليلى قصةٌ تتكررُ في بلادنا و تنتهي نفس النهايةِ على الاغلب...قصةُ الحلم الذي تلاشى و الأملُ الذي تبخر ليحل محلهما اليأس المطبق قصة كلُ من يذكرُ بندمٍ شديد أنهُ حاولَ يوماً أن يُغير الواقع المرير
الجميع يكرهُ الذئب و يذمونهُ لكن لم يبادر أحد لنصرةِ ليلى.
لا أظنُ أن الذئبَ قد أخطأ في شيء...الذئابُ خُلقت لتفترس ...لقد أخطأت ليلى حين دخلت الغابة من دون أن تحترس.
تنويه : شخوص هذه القصة و احداثها ليست حقيقية ولكنها مستمدة من واقع مرير بتنا نعيشهُ لعقودٍ طويلة؛ واقع هزيمة الامل و الحق و إنتصار الباطل و اليأس؛ واقع الخوف الذي يتغلب على الشجاعة؛ واقعُ أن ليلى لن تخرج من بطن الذئب؛ واقعٌ عاناهُ الكثيرون مع تغييراتٍ في الاسماء و إجزاءٌ من الحوار إلا أن النتيجة واحدة:
فلتسقط ليلى و ليحيا الذئب
كان يومها الأول مشجعاً فقد تم إستقبالها من قبل أهل الديرة الذين رحبوا بها على طريقتهم و تركوا صينية الغداء في محل إقامتها.
الديرة صغيرة و أهلها معدودون يعرف أحدهم الأخر؛ أبو محمد الذيب هو (ﭽفجير المحلة) رجل خيِر و إبن حلال و سيد ؛ يفتي للناس في المسائل الدينية و الإجتماعية و يمثلهم في المجالس البلدية مع إرتباطه بأحد الأحزاب كما يشغل مع زوجته منصب وكيل الغذائية.
ليلى بفطنتها أدركت ان لكلِ مكانٍ تقاليدهُ الإجتماعية و عاداته فبادرت الى تحاشي لبس ما يمكن ان يخدش مشاعر الآخرين في الديرة ففضلت الإكتفاء بإرتداء التنورة الطويلة و منعت نفسها من البنطلون.
بدأت ليلى تكسب ود الناس في المنطقة بلطفها و سماحتها بالإضافة الى رغبتها الحادة في مساعدة الناس و نصحهم؛ بدأت نسوان الديرة تُعجب بليلى و توسعت العلاقة من علاقة طبيبة تكتب وصفات العلاج الى علاقة مع صديقة تُقدم النصح في المسائل الشخصية و المشاكل الخاصة مستفيدةً من تجربتها في المدينة.
بدأت تحرض النسوان على عدم إتباع إرشادات ام محمد بخصوص إلإستحمام مع الخرزة لغرض الحمل؛ و عدم ترك ابو محمد يدوس على ظهور رياجيلهم في حال عانوا من الآم الظهر و نصحت كذلك بعدم تكحيل عيون المواليد الجدد لأن ذلك يضر بعيونهم و عدم الذهاب الى أم محمد لتلعق عيونهم في حالة دخل فيها شيء.
فقدت ليلى صوابها عندما رأت ابن فطيمة و قد اصبح لونهُ أزرق من جراء الضرب المبرح الذي تعرض لهُ قبل أن يجلبوه للعيادة !!
إستفهمت ليلى عن الأمر لتستمتع للقصة التالية( دكتورة الولد راكبه جني؛ صارله 3 اشهر مدري شلونه؛ البارحة حاﭽينا ابو محمد؛الله يرضى عليه؛ و اجى الرجال باليل و شافه و كال هذا ما اله ﭽارة الا نقرا عليه؛ فكضى الليل كله يقرا عليه قرآن و ظل يضرب الجني لحد ما طلعه منه).
بدأت ليلى تصرخ قائلةً (هذا تخلف, يا جني يا بطيخ؛ الولد مريض تشبعوه بسط؟).
طبعاً هكذا هجوم سافر من الدكتورة البغدادية هو بمثابة إعلان حرب على و كيل الغذائية الرجل الخيِر ابن الديرة و راعيها.
بدأ أبو محمد بالرد لمعالجة الموقف قبل أن يتطور؛ بعد صلاة المغرب دار الحديث التالي:
تقبل الله ابو محمد..
منا و منكم مولاي..
شأخبار الحصة هالشهر؟:
و الله زينة..عالأكثر توصل إسبوع الجاي..انا كاتل نفسي حتى أخليها توصل ساعة ﮔبل علمودكم
و لو تاليتي أنسب و أتشتم انا و اهل بيتي بس ميخالف أنا ادور أجر و ثواب.
ما عاش الي يجيب طاريك مولانا...رد الناس
: يمعودين يا ماعاش إذا هاي البنية الي جايتنا من بغداد تريد تﮕلبها علينا و تخسف بينا الكاع؛ تاليتكم لعبة بيد الزغار يخربون عليكم أمور دينكم.
منو قصدك؟ الدكتورة!! ليش شنو صار؟
: و الله يا عمي مدري شﮕوللكم ؛ أول ما جتي هنا فرحنا بيها و هلينا و مرحبنا و ﮔلت همزين تفيد الناس و تخدمهم .. انتو تعرفوني انا ما يهمني غير مصلحتكم.
:اي طبعاً أبو محمد انت الخير و البركة...بس شسوت هاي البنية
: و الله يا عمي؛ هاي مبين عليها مدري شلونها .. ذاك اليوم تﮕل للناس هذا الحچي عن الجن كله تخلف .. و الجن مذكور بالقرآن ..يعني هي حتى ما تحترم القرآن, انا خايف عليكم لا إذا رحتوا يمها تتداون الله يسوي بيكم فرد شي هاي مبين عليها ما تحترم لا دين و لا امام و لا ولي.
أم محمد من جانبها قامت بزيارات فردية الى بعض البيوت و تناقشت في عدة امور من ضمنها...
مع سعدية مرت خضير :
أﮔلچ سعدية هاي البنية سمعت عليها مو خوش سوالف
: لا ..خير شنو ؟
: إستغفر الله من ذنبها..إستغفر الله.. بس يﮔولون عدها صور و يا ولد...إستغفر الله
: ياه..ما معقوله ..يبين عليها بت اوادم
: يا بت أوادم يا معودة..هاي تربات بغداد ..هناك شيلبسن و شيسون .. انتو شتدرون .. انا ذيچ المرة من رحت و يا ابومحمد ردت اتخبل..لا حيا لا أدب.
في زيارة عائلية قامت بها عائلة ابو محمد الى بيت عناد...جرى الحديث التالي
عناد: أﮔول أبو محمد..هاي شنو حسبة هاي البنية شو كثر الحﭽي عليها هالأيام؟
ابو محمد و هو يتلاعب بسبحته: و الله شﮕلك يا خوي...انا ما أحب اجيب بسيرة الناس بس هم تهمني مصلحتهم ذوله اهلي و ناسي.
عناد: هي منين ما منين؟
ابو محمد: هي جاية من بغداد بس يﮕلون اصلها من سامرا
أم محمد بادرت للقول: يﮔلك ابوها ﭽان بعثي من جماعة صدام و يكتب تقارير عالناس..ياما كاسر رﮔاب ناس
مرت عناد حاولت الدفاع: انا سامعة ابوها و عمها اطباء
ابو محمد: اي عمها يﮔولون..ﭽان من هذولي الي خلوهم يﮔصون الذانات مال الشباب.. الناس بس تدعي عليه.
عناد: لا بروح ابوك؟
ابو محمد: شوف اخوي عناد.. هاي ناس مدري شلونها و انت عندك بنات و الناس بكلشي تتشاقى بس بالستر ؛ و هاي بنية جايتنة مناك لا تحترم امام و لا مرجعية و لا تحترم دين و الحﭽي بيناتنا ما اريده يطلع.. انا ما احب احﭽي عالناس بس انت اخوي؛ يﮕلك ﭽانت من صاحبات عدي.
أخوي احنا ناس نتﭽفى الشر؛ لا تخلون نسوانكم يوصلون يمها او عالأقل حد الحاجة الضرورية و إذا تحتاجون شي ؛ أنا موجود و تتدللون.
في زيارته الى مدينة النجف وضح ابو محمد أن هنالك طبيبة (بعثية) في الديرة بدأت تحرض الناس ضد المرجعية و تتعاون مع القاعدة و أكد لمدير مكتب الشهيد الصدر ان هذه الدكتورة تسخر من المراجع العظام و انها لا تحترم السيد الصدر و لا جيش الامام الحجة(عج) (بيني و بينك سيدنا : هذي البنت ناصبية صدامية بعثية كانت من جماعة منال الآلوسي بهذا الاتحاد مالتهم مال النسوان هي و أُمها).
طبعاً العواقب الوخيمة بدأت تعكر صفو حياةِ البنت الشابة ..همسات و تلميحات من المراجعين.. بدأت النسوة و الشابات يتحاشونها..رسائل تحذير تحولت الى تهديدات إذا لم ترتدي الحجاب و تضع صورة الأئمة على واجهة العيادة.
إزدادت الضغوط على ليلى التي وجدت نفسها لوحدها تسير في ظلام غابة الذيب ...قررت ليلى أن تنجو بحياتها و تترك الديرة.
رحلت ليلى لتبحث عن فرصة عمل و دراسات في بلادٍ أُخرى ...بقيت الديرة بلا طبيبة ليلجأ الناس الى أُم محمد و زوجها عند الحاجة أو لينقلوا مرضاهم الى أقرب مستشفى عند الطواريء.
أنيابُ الذئب أكثرُ بريقاً من إبتسامةِ ليلى؛ و عوائهُ أعلى من همساتها .. و.مخالبهُ أحدُ من مشرطها
ليلى قصةٌ تتكررُ في بلادنا و تنتهي نفس النهايةِ على الاغلب...قصةُ الحلم الذي تلاشى و الأملُ الذي تبخر ليحل محلهما اليأس المطبق قصة كلُ من يذكرُ بندمٍ شديد أنهُ حاولَ يوماً أن يُغير الواقع المرير
الجميع يكرهُ الذئب و يذمونهُ لكن لم يبادر أحد لنصرةِ ليلى.
لا أظنُ أن الذئبَ قد أخطأ في شيء...الذئابُ خُلقت لتفترس ...لقد أخطأت ليلى حين دخلت الغابة من دون أن تحترس.
تنويه : شخوص هذه القصة و احداثها ليست حقيقية ولكنها مستمدة من واقع مرير بتنا نعيشهُ لعقودٍ طويلة؛ واقع هزيمة الامل و الحق و إنتصار الباطل و اليأس؛ واقع الخوف الذي يتغلب على الشجاعة؛ واقعُ أن ليلى لن تخرج من بطن الذئب؛ واقعٌ عاناهُ الكثيرون مع تغييراتٍ في الاسماء و إجزاءٌ من الحوار إلا أن النتيجة واحدة:
فلتسقط ليلى و ليحيا الذئب
Tuesday, 6 November 2007
Facing the Truth
Being kind and trying to relieve the depression I’m living; someone sent me this by e-mail:
“In a poor zoo of India, a lion was frustrated as he was offered not more
than 1 kg of meat a day.
The lion thought its prayers were answered when one day a Dubai Zoo Manager
visited the zoo and requested the zoo management to shift the lion to Dubai
Zoo. The lion was so happy and started thinking of a central A/C
environment, a goat or two every day.
On its first day after arrival, the lion was offered a big bag, sealed very
nicely for breakfast. The lion opened it quickly but was shocked to see
that it contained few bananas. The lion thought that maybe they cared too
much for him as they were worried about his stomach as he had recently
shifted from India.
The next day the same thing happened. On the third day again the same food
bag of bananas was delivered.
The lion was so furious; it stopped the delivery boy and =lasted at him,
don't you know I am the lion...king of the jungle..., what's wrong with your
management? What nonsense is this? Why are you delivering bananas to me?
The delivery boy politely said, 'Sir, I know you are the king of the jungle
... but... you have been brought here on a monkey's visa!!!”
I laughed loudly; I kept laughing; it’s funny isn’t it?
In a second thought; after 16 months here; struggling with life and exams; I couldn’t work as a doctor, “S”& “M” are unemployed in Sweden; they got nothing to do but cooking.
Mohamed in Ireland works for a hotel; Ali in Egypt, “H” in Jordan; many others are in Syria.
“S”& “S” with their wives are desperate to join us.
I remembered the old Anthem (We’re the Young we’ve got the future)
Begging people to employ us, begging hospitals to let us practice even without paying us money…working in restaurants, tolerating the accusations of being terrorists, stupid or back warded.
We have got the future haven’t we? Maybe with a simple alteration; we’re doctors with a monkey visa!
I stopped laughing….I’ve started jumping and eating banana.
“In a poor zoo of India, a lion was frustrated as he was offered not more
than 1 kg of meat a day.
The lion thought its prayers were answered when one day a Dubai Zoo Manager
visited the zoo and requested the zoo management to shift the lion to Dubai
Zoo. The lion was so happy and started thinking of a central A/C
environment, a goat or two every day.
On its first day after arrival, the lion was offered a big bag, sealed very
nicely for breakfast. The lion opened it quickly but was shocked to see
that it contained few bananas. The lion thought that maybe they cared too
much for him as they were worried about his stomach as he had recently
shifted from India.
The next day the same thing happened. On the third day again the same food
bag of bananas was delivered.
The lion was so furious; it stopped the delivery boy and =lasted at him,
don't you know I am the lion...king of the jungle..., what's wrong with your
management? What nonsense is this? Why are you delivering bananas to me?
The delivery boy politely said, 'Sir, I know you are the king of the jungle
... but... you have been brought here on a monkey's visa!!!”
I laughed loudly; I kept laughing; it’s funny isn’t it?
In a second thought; after 16 months here; struggling with life and exams; I couldn’t work as a doctor, “S”& “M” are unemployed in Sweden; they got nothing to do but cooking.
Mohamed in Ireland works for a hotel; Ali in Egypt, “H” in Jordan; many others are in Syria.
“S”& “S” with their wives are desperate to join us.
I remembered the old Anthem (We’re the Young we’ve got the future)
Begging people to employ us, begging hospitals to let us practice even without paying us money…working in restaurants, tolerating the accusations of being terrorists, stupid or back warded.
We have got the future haven’t we? Maybe with a simple alteration; we’re doctors with a monkey visa!
I stopped laughing….I’ve started jumping and eating banana.
Saturday, 3 November 2007
لهذا أعشقها
فكرة ..كلمة ... ذكرى ...أسئَلةٌ حيرتني
لماذا أهواكِ ؟ لستِ الأجمل ولكنني لا أملُ صورتكِ و لا أُطيقُ الأُخريات... لم تكنُ الحياةُ فيكِ رغداً ولكنها كانت ممتعة و في سواكِ كئيبة..لقد خلق اللهُ أقواماً عدة و لكني أعجز عن محاورةِ احدٍ إلا أهلكِ ...ها أنا ذا وحيدٌ و أنت وحيدة لم يبقى منا إلا الذكريات ولكنني وجدتُ الإجابة :
لهذا أهواكِ يا بغداد
لماذا أهواكِ ؟ لستِ الأجمل ولكنني لا أملُ صورتكِ و لا أُطيقُ الأُخريات... لم تكنُ الحياةُ فيكِ رغداً ولكنها كانت ممتعة و في سواكِ كئيبة..لقد خلق اللهُ أقواماً عدة و لكني أعجز عن محاورةِ احدٍ إلا أهلكِ ...ها أنا ذا وحيدٌ و أنت وحيدة لم يبقى منا إلا الذكريات ولكنني وجدتُ الإجابة :
لهذا أهواكِ يا بغداد
Subscribe to:
Posts (Atom)